215

دولة بني رسول

تصانيف

ولم يلبث أن أغار الأمير المقدم زعيم الجيوش المهدية أسد الدين أبو عبدالله محمد بن سليمان بن موسى من جهة بلاد عنس(1) فانهزم سنحان من محطتهم وقتل منهم رجل(2)، ثم نهض أسد الدين من شعب الجن مبادرا، لعلة يظفر بالكميم فاخلف الله ظنه، وكان معه داود بن المنصور بالله، ثم نهض وخذل(3) سنحان وغيرهم وقد كان مناهم أن يقف في بلادهم ويحارب الإمام من هنالك فعمل معهم بشنشنته(4) المألوفة في الغدر والمكر وتوجه إلى جهران وذمار، فلما علم به الكرد الذين كانوا في ذمار خالفوا ونكثوا بيعة الإمام [عليه السلام](5) بعد أن قد كانوا وصلوا إليه إلى محطة بيت بوس وبايعوه وتقدموا إلى ذمار بأمره.

ولم يلبث الإمام -عليه السلام- إلا ريثما وصل ابن عمه الأمير المقدم الزعيم علم الدين أحمد بن القاسم لما علم[402] أن الإمام -عليه السلام- في ساعة عسرة، ومحاط متقاتلة ونفقات كثيرة، وقد حشد أهل الجهات المغربية من الشرفين إلى حجة والمخلافة ولاعة وجبل تيس وغيرها وجمع عسكرا كبيرا وسار بين أظهرهم ولقيه الإمام -عليه السلام- إلى الهضب غربي جبل حدين وصلى الإمام -عليه السلام- الجمعة هناك، واجتمع ذلك اليوم من العساكر ما لم(6) يصدق به إلا من رآه وأقبلت القبائل بالبر والنذور، ونهض -عليه السلام- ثاني ذلك اليوم إلى حافد.

صفحة ٣٠٠