الدولة الأموية في الشام

أنيس زكريا النصولي ت. 1357 هجري
166

الدولة الأموية في الشام

تصانيف

37

ويلبس الناس الخفاف والقلانس في الصيف كما يلبسونها في الشتاء إذا دخلوا على الخلفاء وعلى الأمراء وعلى السادة والعظماء؛ لأن ذلك أشبه بالاحتفال والتعظيم والإجلال، وأبعد من التبذل والاسترسال،

38

ويتعممون أحيانا، أما «العقداء» وهو أن تعقد العمامة في القفا، وأما الميلاء وهو أن تعقد ميالة على الرأس.

39 (7-1) التأنق في الثياب

وكان بعض الخلفاء يتأنقون في ملابسهم ويكثرون منها، حتى لقد قيل: إنه لم يكن في بني مروان أعطر ولا ألبس من هشام بن عبد الملك، ويبالغ المؤرخون في تعداد ثيابه، فيروى أنه خرج حاجا فحمل ثياب ظهره على ستمائة جمل،

40

ويقول ابن قتيبة عن إسراف هشام في ملبسه: «وكان قد حبب إليه التكاثر من الدنيا والاستمتاع بالكساء، لم يلبس ثوبا قط يوما فعاد إليه، حتى لقد كان كساء ظهره وثياب مهنته لا يستقل بها ولا يحملها إلا سبعمائة بعير من أجلد ما يكون من الإبل ... وكان مع ذلك يتقللها»،

41

وكان سليمان بن عبد الملك شابا وضيا جميلا يعجبه التأنق في اللباس، فيروى أنه لبس ذات يوم وتهيأ ثم قال لجارية له حجازية: كيف ترين الهيئة؟ قالت: أنت أجمل الناس، قال: أنشديني على ذلك، فقالت:

صفحة غير معروفة