يفعل. فأما النبي
صلى الله عليه وسلم
فإن الله كان يعرفه مطالب وجوه ما حزبه من الأمور بوحيه وإلهامه إياه صواب ذلك. وأما أمته فإنهم إذا تشاوروا مستنين بفعله في ذلك، على تصادق وتوخي الحق وإرادة جميعهم للصواب، من غير ميل إلى هوى، ولا حيد عن هوى؛ فالله مسددهم وموفقهم. وأما قوله تعالى:
فإذا عزمت فتوكل على الله ، فإنه يعني: فإذا صح عزمك بتثبيتنا إياك وتسديدنا لك فيما نابك وحزبك من أمر دينك ودنياك، فامض لما أمرناك به على ما أمرناك به، وافق ذلك آراء أصحابك وما أشاروا به عليك أو خالفها.»
أما الآية الثانية فهي
والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون (الشورى: 38). يقول الطبري: «وإذا حزبهم أمر تشاوروا فيما بينهم.» وذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره «أن النبي
صلى الله عليه وسلم
كان يشاور أصحابه في الأمر إذا حدث، تطييبا لقلوبهم ليكونوا فيما يفعلون أنشط لهم، كما شاورهم في الحروب ونحوها.»
ويعقب الدكتور معروف بقوله: «ويلاحظ في تفسير الطبري للآية الأولى أن النبي
صلى الله عليه وسلم
صفحة غير معروفة