خاتمة
آفات اللسان كبيرة، وقد ذكر منها الكذب والنميمة، والسب واللعنن والسخرية والاستهزاءن والخصام والتقعر في الكلام، والمراء والجدال، وإفشاء السر، والخوض في الباطل، وفيما لا يغني، وتكليم كل من المتعادين بما يوافقه، والسؤال عن الأغلوطات، والمدح في بعض المواضع، والنجاة من ذلك بالصمت، وقد قيل: إنه المراد بالحكمة في قوله تعالى لداؤد: {وآتيناه الحكمة} إلا عن المهم.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((من صمت نجا)) وقال: ((إن لسان المؤمن من وراء قلبه، فإذا أراد أن يتكلم بشيء تدبره بقلبه، ثم أمضى بلسانه، وإن لسان المنافق أمام قلبه، فإذا هم بالشيء أمضاه بلسانه ولم يتدبره بقلبه، فمن تأنى أصاب أو كاد، ومن عجل أخطأ أو كاد كما في الخبر، ولتحفظ الأناة من التواني، فقد قال الحكماء: احفظ عشرا من عشر، احفظ........ من التواني، وإسراعك من العجلة، وسخاك من التبذير، واقتصادك من التقتير، وإقدامك من الهوج، وتحررك من الجبن، ونزاهتك من الكبر، وتواضعك من الدناءة، وأنسك من الاغترار، وكتمانك من النسيان.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((الصمت حكم وقاتل فاعله)) وقال: ((من وقي شر فنقبه ودندبه ولقلقه فقد وقي القنقب البطن والذبذب الفرج والقلق اللسان، وقال: كفف لسانك إلا من خير.
صفحة ١٧