الضوء اللامع
الناشر
منشورات دار مكتبة الحياة
مكان النشر
بيروت
الزين عبد الباسط قَالَ لَهُ ان مراسلاتك المسجعة إِلَيْنَا تبلغ أَربع مجلدات فَكيف بغَيْرهَا. وَقد تَرْجمهُ بعض الْمُتَأَخِّرين بالشيخ الامام الْعَلامَة خطيب الخطباء شيخ الشُّيُوخ)
لِسَان الْعَرَب ترجمان الْأَدَب برهَان النّظر فريد الْعَصْر انسان عين الدَّهْر برع فِي فن الانشاء وصناعة الْأَدَب والترسل وَالنّظم والنثر بِحَيْثُ انه لم يكن فِي زَمَنه من يدانيه فِي ذَلِك وَكتب هُوَ لمن سَأَلَهُ فِي تَرْجَمته وترجمة أَبِيه بعد أَن أجَاب انا فِي ذَلِك كجالب التَّمْر إِلَى هجر والمتفاصح على أهل الْوَبر. وَهُوَ مِمَّن ذكره المقريزي فِي الْعُقُود بِاخْتِصَار جدا وانه اجْتمع بِهِ مَعَ وَالِده بِدِمَشْق مرَارًا قَالَ وَنعم الرجل هُوَ. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشري ربيع الأول سنة سبعين بمنزله بالباسطية وَصلى عَلَيْهِ من يَوْمه بالجامع المظفري تقدم فِي الصَّلَاة عَلَيْهِ أَخُوهُ الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي وَدفن بالروضة من سفح قاسيون بِوَصِيَّة مِنْهُ وَكَانَت جنَازَته حافلة حضرها النَّائِب فَمن دونه من الْأُمَرَاء والأعيان وَجَاء الْخَبَر بذلك إِلَى الديار المصرية فَصلي عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب بالجامع الْأَزْهَر ﵀ وإيانا. وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله:
(سل الله رَبك مَا عِنْده ... وَلَا تسْأَل النَّاس مَا عِنْدهم)
(وَلَا تبتغي من سواهُ الْغنى ... وَكن عَبده لَا تكن عبدهم)
وَقَوله:
(إِذا اسْتغنى بَنو الدُّنْيَا بِمَال ... لَهُم جم فَكُن بِاللَّه أغْنى)
(وَإِن مالوا إِلَى الْإِكْثَار فاقنع ... فَإِن القنع كنز لَيْسَ يفنى)
وَقَوله:
(سئمت من الدُّنْيَا وصحبة أَهلهَا ... وأصبحت مرتاحا إِلَى نقلتي مِنْهَا)
(وَوَاللَّه مَا آسي عَلَيْهَا وانني ... وَإِن رغبت فِي صحبتي رَاغِب عَنْهَا)
(فَمَا زَالَت الاكدار محفوفة بهَا ... وَمَا زَالَ عَنْهَا دَائِما ذُو النَّهْي ينْهَى)
وَقَوله:
(إِذا اسْتغنى الصّديق وصا ... ر ذَا وصل وَذَا قطع)
(وَلم يبد احتفالا بِي ... وَلم يحرص على نفعي)
(فَأَنا عَنهُ واستغني ... بجاه الصَّبْر والقنع)
(وأحسب انه مَا مر ... فِي الدُّنْيَا على سَمْعِي)
وَقَوله مِمَّا كتب بِهِ فِي الصغر على سماط الشهَاب بن الهائم فِي النَّحْو:
1 / 28