دراسات في الباقيات الصالحات
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة ٣٣-العدد ١١٣
سنة النشر
١٤٢١هـ/٢٠٠٠م
تصانيف
عمر.
والقيعان جمع قاع، وهو المكان المستوي الواسع في وطأة من الأرض يعلوه ماء السماء، فيمسكه ويستوي نباته، كذا في النهاية لابن الأثير١، والمقصود أنَّ الجنة ينمو غراسها سريعًا بهذه الكلمات كما ينمو غراس القيعان من الأرض ونبتها.
سادسًا: ومِن فضائلهنَّ: أنَّه ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإسلام يكثر تكبيره وتسبيحه وتهليله وتحميده: روى الإمام أحمد، والنسائي في عمل اليوم والليلة بإسناد حسن عن عبد الله بن شداد: أنَّ نفرًا من بني عُذْرَة ثلاثةً أتوا النبيَّ ﷺ فأسلموا قال: فقال النبي ﷺ: "من يكفينيهم" قال طلحةُ: أنا، قال: فكانوا عند طلحة فبعث النبي ﷺ بعثًا فخرج فيه أحدُهم فاستشهدَ، قال: ثم بَعَثَ بعثًا آخر، فخرج فيهم آخر فاستشهد، قال: ثم مات الثالثُ على فراشه، قال طلحة: فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنة، فرأيت الميت على فراشه أمامهم، ورأيت الذي استُشهد أخيرًا يليه، ورأيت الذي استُشهد أولَهم آخرَهم، قال: فدخلني من ذلك، قال: فأتيت النبي ﷺ فذكرت ذلك له، قال: فقال رسول الله ﷺ: "ما أنكرتَ من ذلك، ليس أحدٌ أفضل عند الله من مؤمن يُعمّرُ في الإسلام يَكثُر تكبيرُه وتسبيحُه وتهليله وتحميده"٢.
وقد دلّ هذا الحديث العظيم على عِظم فضل من طال عمرُه وحسُن عملُه، ولم يزل لسانُه رَطْبًا بذكر الله ﷿.
سابعًا: ومن فضائلهنَّ: أنَّ الله اختار هؤلاء الكلمات واصطفاهنَّ لعِباده،
(٤/١٣٢) . ٢ المسند (١/١٦٣)، والسنن الكبرى للنسائي كتاب: عمل اليوم والليلة (٦/رقم:١٠٦٧٤)، وحسنه العلامة الألباني في الصحيحة (رقم:٦٥٤) .
1 / 14