دراسات في الباقيات الصالحات
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة ٣٣-العدد ١١٣
سنة النشر
١٤٢١هـ/٢٠٠٠م
تصانيف
وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ﴾ ١، فقد أشار - تعالى - إلى أنَّ الرابطة التي ربطت بين حملة العرش ومن حوله وبين بني آدم في الأرض حتى دعوا الله لهم هذا الدعاء الصالح العظيم إنَّما هي الإيمان بالله - جلَّ وعلا -.
إلى أن قال ﵀: وبالجملة فلا خلاف بين المسلمين أنَّ الرابطة التي تربط أفراد أهل الأرض بعضهم ببعض وتربط بين أهل الأرض والسماء هي رابطة لا إله إلا الله، فلا يجوز ألبتة النداءُ برابطة غيرها"٢ اهـ.
ومن فضائل هذه الكلمة: أنَّها أفضل الحسنات، قال الله - تعالى -: ﴿مَن جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا﴾ ٣.
وقد ورد عن ابن مسعود، وابن عباس، وأبي هريرة، وغيرهم: أنَّ المراد بالحسنة: "لا إله إلا الله" ٤، وعن عكرمة ﵀ في قول الله ﷿: ﴿مَن جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا﴾ قال: "قول: لا إله إلا الله. قال: له منها خير؛ لأنَّه لا شيء خير من لا إله إلا الله"٥.
وقد ثبت في المسند وغيره عن أبي ذر ﵁ قال: قلت: يا رسول الله عَلِّمني عملًا يُقرّبني من الجنة ويُباعدني من النار. فقال: "إذا عملتَ سيّئةً فاعمل حسنةً فإنَّها عشر أمثالها". قلت: يا رسول الله، أفَمِنَ الحسنات لا إله إلا الله؟
١ سورة غافر، الآية: (٧ - ٩) . ٢ أضواء البيان (٣/٤٤٧،٤٤٨) . ٣ سورة النمل، الآية: (٨٩)، القصص، الآية: (٨٤) . ٤ انظر: الدعاء للطبراني (٣/١٤٩٧،١٤٩٨) . ٥ أورده ابن البنا في «فضل التهليل وثوابه الجزيل» (ص:٧٤) .
1 / 24