وامر النبي صلى الله عليه وآله بالاستعانة به في دعاء المباهلة فوجب أن يكون محقا في أقواله.
وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج وأما قول ابن عباس ما آسفت على كلام إلى آخره فحدثني شيخي أبو الخير مصدق بن شبيب الواسطي قال قرأت على الشيخ أبى محمد عبد الله بن أحمد المعروف بابن الخشاب هذه الخطبة فلما انتهيت إلى هذا الموضع قال لي لو سمعت ابن عباس يقول هذا لقلت له وهل بقى في نفس ابن عمك أمر لم يبلغه في هذه الخطبة لتأسف أن لا يكون بلغ من كلامه ما أراد والله ما رجع عن الأولين ولا عن الآخرين ولا بقى في نفسه أحد لم يذكره الا رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال مصدق وكان ابن الخشاب صاحب دعابة وهزل قال فقلت له أتقول أنها منحولة فقال لا والله وأنى لأعلم أنها كلامه " ع " كما أعلم انك مصدق قال فقلت له أن كثيرا من الناس يقولون أنها من كلام الرضى فقال لي انى للرضي وغير الرضى هذا النفس وهذا الأسلوب وقد وقفنا على رسائل الرضى وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنشور وما يقع مع هذا الكلام في خل ولا خمر ثم قال والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب قد صنفت قبل أن يحلق الرضى بمائتي سنة ولقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها وأعرف خطوط من هي من العلماء قبل أن يخلق النقيب أبو أحمد والد الرضى.
قال ابن أبي الحديد وقد وجدت أنا هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبى القاسم البلخي إمام البغداديين من المعتزلة وكان في دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضى بمدة طويلة ووجدت أيضا كثيرا منها في كتاب أبى جعفر بن قبة أحد متكلمي الإمامية في الكتاب المعروف بكتاب الإنصاف كان أبو جعفر هذا من تلامذة الشيخ أبى القاسم البلخي ومات في ذلك العصر قبل أن يكون الرضى موجودا وقال الشيخ بن ميثم وقد وجدتها بنسخة عليها خط الوزير أبى الحسن على
صفحة ٣٦