192

ضرائر الشعر

محقق

السيد إبراهيم محمد

الناشر

دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٨٠ م

يريد: ثلاثون حولًا كميلًا للهجر، فقدم المجرور وفصل به بين (ثلاثين) وتمييزها، وقوله: وأشهد عند الله أني رأيتها ... وعشرين - منها - إصبعًا من (ورائيا) يريد: وعشرين إصبعًا منها، فقدم المجرور أيضًا، وفصل به بين عشرين وتمييزها. وإنما قبح الفصل بين هذه الأعداد وتمييزاتها، لضعف عملها فيها من حيث كانت محمولة في العمل على الصفة المشبهة، والصفة المشبهة محمولة في عملها على اسم الفاعل، واسم الفاعل محمول في عمله على الفعل. فإن قال قائل: فلم جاز الفصل بين (كم) وتمييزها بالظرف والمجرور في فصيح الكلام، فقيل: كم في الدار رجلًا، وكم اليوم عندك رجلًا، مع أن ضعفها في العمل وضعف أسماء العدد على حد سواء؟ فالجواب أن العرب لما منعتها التصرف الجائز في أسماء العدد، بأن ألزمتها صدر الكلام، فلم يجز لذلك فيها أن تكون فاعلة ولا مفعولًا لم يسم فاعله، ولا اسمًا لـ (أن) وأخواتها ولا خبرًا لها، ولا اسمًا لـ (ما) ولا خبرًا لها، ولا اسمًا لـ (كان) وأخواتها، وذلك كله جائز في أسماء العدد، جعلوا التصرف فيها بالفصل بينها وبين تمييزها بالظرف والمجرور عوضًا مما منعته من التصرف. ومنه: الفصل بين الصفة والموصوف بما ليس معمولًا لواحد منهما، نحو قوله:

1 / 204