كانت فكرة «كتاب» الضمير قوية جدا حتى إنها قسمت نفسها إلى معتقدات متعددة، وطبقا لأحد تلك المعتقدات فإن كتاب الضمير هو كتاب الله ذاته، الذي سوف يفتح عند الحساب، أي إنه كدفتر أو سجل الشهادة الذي تسجل فيه أعمال المرء كما ذكر في الآية 12 من الإصحاح العشرين من سفر الرؤيا الذي يستشار فيه كتاب الحياة من أجل الحكم على الأرواح التي تمثل أمام عرش الله:
ورأيت الأموات صغارا وكبارا واقفين أمام الله وانفتحت أسفار وانفتح سفر آخر، هو سفر الحياة، ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم. وسلم البحر الأموات الذين فيه وسلم الموت والهاوية الأموات الذين فيهما ودينوا كل واحد بحسب أعماله.
في أيقونات الكنيسة الشرقية، في تراث التصوير بالفسيفساء الذي يبلغ ذروته في المثال الرائع الذي يتجلى في كنيسة آيا صوفيا، هذا هو الكتاب الذي يحمله المسيح في يده. هذا هو الكتاب الرسمي الخاص بإرميا دايك الذي يرجع تاريخه للقرن السابع عشر ويحمل عنوان «الضمير الصالح» الذي يعلن فيه قائلا:
الضمير كتاب، وهو أحد الكتب التي سوف تفتح يوم الحساب وتوضع أمام الناس ويحكم عليهم طبقا لها.
وثمة معتقد بديل يشجعه التأكيد الجديد على داخلية الاعتراف بعد القرن الثالث عشر والممارسات العلمانية الناشئة الخاصة بحفظ السجلات المكتوبة، ويتخيل هذا المعتقد كتبا عديدة - بمعدل كتاب لكل مسيحي - يقوم فيه ضميره بدور الكاتب طوال حياته محتفظا بنسخة أمينة من أعماله. وهذا الرأي ثابت في كتاب دان ميشيل الذي يرجع تاريخه لأوائل القرن الرابع عشر ويحمل عنوان «وخز الضمير » والذي يجد فيه المسيحي الضال خطاياه مذكورة في «كتاب ضميره المقيد على مخطوطة أو على جلد الغنم». وهو أيضا «كتاب الحساب» الذي يطلبه الموت من إفريمان (الذي يمثل الشخص العادي) في المسرحية الأخلاقية التي يرجع تاريخها للقرن الخامس عشر، حيث يقول ديث: انظر إلى ... ... كتاب الحساب الخاص بك الذي تحضره أنت ...
وانظر فيه كي تتأكد من حسابك
فسوف تسأل أمام الله، وتعرض عليك
سيئاتك الكثيرة وحسناتك القليلة.
شكل 5-1: محاسبة الموتى المبعوثين الذين يحمل كل منهم «كتاب الضمير» الخاص به، لوحة جدارية جصية في كاتدرائية ألبي يرجع تاريخها للقرن الخامس عشر.
1
صفحة غير معروفة