لا دام دي مونسورو

ألكسندر ديماس ت. 1344 هجري
98

لا دام دي مونسورو

تصانيف

فاعلم إذا أن من واجبات الأمراء العدل، وأني سأدع العدل يجري في مجراه ...

لأني أمير والعدل من أهم واجباتي.

فقال منسورو: ولكن فاتك يا مولاي أنه إذا كان العدل من واجبات الأمراء، فإن عرفان الجميل من واجبات الملوك. - ماذا تقول؟ - أقول إنه لا يخلق بالملك أن ينسى الذي أقامه على العرش وألبسه التاج، وأنت تعلم أنك مدين لي بذاك التاج.

فوقف الدوق منذعرا، وقال بصوت منخفض خافت تتبين منه لهجة الرعب: ألعلك تخون الملك أيضا كما خنت الأمير؟ - إني لا أخون أحدا ولست بخائن، ولكني لا أخلص الخدمة إلا لمن يحسن إلي ويكافئني بما أستحقه من حسن الجزاء.

فأسقط في يد الدوق، وشعر بأنه مغلوب.

فعاد إلى اللطف واللين، ونظر نظرة ثانية إلى صورة الكونت دي باسي، فتأوه تأوها شديدا وقال: أنت أيها الكونت رجل نبيل، وقد علمت أني لا أستطيع موافقتك على ما تريد. - ولماذا يا مولاي؟ - لأن ذاك غير خليق بي وبك، فاترك هذه الفتاة أيها الصديق العزيز، وأنا أعيضك عنها بما تشاء.

فاصفر وجه مونسورو من الغيرة وقال: ألا تزال تحبها يا مولاي؟ - كلا، إني لا أحبها، وأقسم على ذلك بأعظم الأيمان. - إذا فمن الذي يجسر على أن يعترض سموكم؛ لأنها امرأتي وأنا رجل نبيل، فمن يحق له أن يتدخل في شئوني العائلية؟ - ذاك أكيد، ولكنها لا تحبك. - إذا كانت لم تحبني اليوم، فستحبني في الغد ... وماذا يهمني إذا أحبتني أو كرهتني. - افعل ما أريد واجعله إكراما لي. - حبذا يا مولاي لو استطعت إليه سبيلا ... ولكني لا أطيق سلوانها ...

فاحتدم الدوق غيظا وأطبق يده من الحنق، كأنه يريد أن يسحق بها ذاك الرأس الذي لم يستطع أن يتغلب عليه، ثم قال: والآن ...

فقال مونسورو: أرجو من جلالتكم أن تتأملوا.

فارتاع الدوق لذكر لفظ الجلالة، وجعل العرق البارد يتصبب من جبينه، ثم قال: إذا أنت عازم على إشهار أمري وإطلاع الملك على سري. - لا أجد بدا من ذاك، إذا كنت تريد أن تمس شرفي، فإذا كانت خدمة الملك الجديد لا تنفعني ... فإني أعود إلى خدمة الملك القديم. - ويحك! ... أين أضعت شرفك وعهودك؟ ألا تعلم مقدار هذه الخيانة؟ ... - نعم يا مولاي، ولكن حبي هو أعظم منها. - أنت سافل دنيء. - إني أحب الدوق حبا شديدا لا تذكر في جانبه السفالة.

صفحة غير معروفة