فانحنى باسي على يدها يقبلها ويقول: إنني لو بذلت حياتي في خدمتك، لما كافأتك عما فعلته لأجلي.
فجذبت ديانا يدها من يده بلطف وعادت إلى حديثها قائلة: وفي اليوم الثاني، خرجت جرتريدة لقضاء حاجات المنزل حسب عادتها.
ولقيت رفيق الدوق بانتظارها، فقال لها: إن الدوق يريد أن يحدثني في شأن هام، وإنه لا بد من هذه المقابلة!
وتظاهرت جرتريدة أنها من حزبه وقبلت رشواه، ووعدته بهذه المقابلة بعد أربعة أيام، أي يوم سفر المسيو دي مونسورو، وهو اليوم المعين لجوابي له عن عقد الزواج ... فرضي بهذا الوعد.
ولما أتى المسيو دي مونسورو أطلعته على كل ما حدث، ولم أخف عنه سوى دخولك إلينا.
وفي مساء اليوم الرابع رأيت وأنا جالسة إلى النافذة، أربعة رجال قادمين إلى المنزل، فلم أشك أنهم الدوق وأتباعه، ثم فتح أحدهم الباب بمفتاح كان معه ودخلوا جميعهم.
فزال مني كل ريب، وأسرعت وأخذت خنجرا جعلته مشهرا في يدي لأقتل به نفسي متى تحقق لي سوء قصد الدوق.
ولكني لم ألبث على هذه الحالة المزعجة حينا، حتى دخلت جرتريدة وقالت: طيبي نفسا يا سيدتي؛ لأن القادم هو المسيو دي مونسورو.
ورد إلي بعض روعي وأرجعت الخنجر إلى مكانه، فبصر به وهو يدخل إلي فارتاع وقال: على ماذا كنت عازمة؟ - قد حسبتك الدوق فعزمت على الانتحار.
وجعل يضطرب وساد السكوت حينا، ثم افتتح الحديث فقال: أتنظرين إلى الذين صحبتهم معي؟ - نعم، إن الواحد كاهن وأظن الآخرين شهود. - هو ذاك أيتها الحبيبة، فهل تزالين على سابق وعدك؟ - نعم، ولكنك تذكر ما اتفقنا عليه من أنه لا يعقد بيننا زواج إلا بحضرة أبي. - نعم، أذكر ذلك ولا أنساه ... ولكن ألا تنظرين إلى خطورة الموقف؟ - إذا فسأقبل بعقد الزواج بيننا، ولكنني لا أكون امرأتك في الحقيقة قبل أن يحضر أبي.
صفحة غير معروفة