فأخبره الطبيب أن كل ما رآه كان حقيقة لا ريب فيها، وأن ما جعله يشك بصحتها هو ما كان مصابا به من الحمى.
ثم اتفقا على أن يبحثا سوية لمعرفة صاحبة هذا المنزل في اليوم الثاني، ولم يشأ الكونت أن يدع الطبيب، بل إنه أخذه معه إلى قصره وخصص له مكانا فيه.
الفصل العاشر
المسيو دي مونسورو
وأقام الكونت يحادث الطبيب طول ذاك الليل عن تلك الفتاة، شأن من دخل شعاع الحب إلى قلبه، أول مرة في حياته، فيملأ ما فيه من الخلاء، ويطفح ذلك القلب فلا يرتاح إلا إلى الحديث عمن يحب، وفي اليوم الثاني كلف الطبيب في البحث عن تلك الفتاة.
وانصرف هو إلى قصر الدوق دانجو، الذي كان قد أعد حفلة صيد للملك برئاسة المسيو دي مونسورو، الذي قد عينه الملك حديثا لهذا المنصب بوساطة أخيه الدوق.
فهاج تعيينه فضول جميع المقربين من الملك وأخيه؛ لأنه كان غريبا عن باريس غير معروف فيها.
ولم يكن من المرشحين لهذا المنصب الذي كان يأمل الحصول عليه كثيرون من أولئك المقربين.
وكانوا يتساءلون عن السبب الذي حمل الملك على تعيينه، والدوق على الوساطة، فلا يستطيعون الوقوف على شيء.
وكان من الذين هاجهم هذا الفضول أيضا الكونت دي باسي، وقد سأل الدوق فلم يقدر أن يقف منه على شيء.
صفحة غير معروفة