لا دام دي مونسورو

ألكسندر ديماس ت. 1344 هجري
101

لا دام دي مونسورو

تصانيف

فذعر الملك مما رأى وقال: ما عسى أن يريد هذا الدوق بقدومه إلينا، وما هذا الموكب الحافل الذي لا يركب به الملوك؟

ثم عاد من النافذة فجلس في مكانه، فلم يقم حينا حتى فتحت أبواب القصر وعلا الضجيج فيه، وتسابق الحجاب ينبئون جلالته بقدوم الدوق دي كيز.

ثم دخل الدوق ودخل في إثره كثيرون من الأعيان، وسلموا على الملك.

ثم انحنى الدوق مسلما بملء الاحترام، فلم يستطع الملك كتم غيظه فأمره بالجلوس، ثم قال: لا أنكر أنك ابن عمي، وأنت أمير، ولكن قد تجاوزت بهذا الموكب الحافل المحيط بك حد الأمراء، ولم يبق إلا أن تقرع لك الطبول لتكون في مقام الملوك.

فوقف الدوق وقال: تعلم يا مولاي أن الطبول في العاصمة لا تقرع إلا للملوك، وأما في الولايات والأقاليم فهي تقرع لرؤساء الجيوش والأمراء، فهي إذا قرعت هنا لأمير خرج لها دوي شديد وكذلك هناك.

فعض الملك شفتيه من الغيظ، وغير نسق الحديث فقال: أأنت قادم من مركز الجيش؟ - نعم يا مولاي. - أظن لم تدخل العاصمة إلا في هذا الصباح.

فاحمر وجه الدوق وقال: نعم يا مولاي، إني قدمت اليوم. - إن الزيارة الآن هي شرف عظيم لنا أيها الدوق.

فقال الدوق: لا ريب أن مولاي يريد المزاح فيما يقول، وإلا فكيف يصح أن أشرف بزيارتي ملكا عظيما هو مصدر كل شرف.

فقال الملك بلهجة المتهكم: أريد أن أقول يا ابن عمي العزيز إنه ينبغي على كل مؤمن حسن العقيدة أن يبدأ عند إيابه من السفر بزيارة الكنائس والأديرة، وتقديم فروض الشكر لله؛ لأن الملوك بعد الله.

فاحمر وجه الدوق احمرارا شديدا عند ذكر الدير، ونظر إلى الدوق دانجو نظرة ارتياب.

صفحة غير معروفة