ومسألة أبينا آدم عليه السلام فيها ثلاث مسائل ، وفي كل مسألة أربع مسائل ، كمسائل جبريل عليه السلام .
أما الثلاث : فأولها : أن يعرفه باسمه _ آدم _ أنه الأب الأكبر ، لا أب قبله .
والثانية : أنه نبي وعلى الناس معرفة نبوته .
والثالثة : أنه رسول رب العالمين إلى أولاده ، وأنه أول المرسلين وأن جميع الرسل التي على الناس معرفة رسالتهم عليهم أن يعلموا أنهم من نسله ويؤمنوا بهم .
والأولى ما الدليل على أن اسمه آدم ؟ فهذا موجود في كتاب الله - عز وجل - : ( ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ) . فهذا الذي يلزم الإقرار به للمقرين بالقرآن ، وعند السودان أن أبانا أسود وأن اسمه كامشلم ، قالوا : كالقرود أنتم مسختم البيضان كالقرود .
وقد ورد في بعض الآثار : أن الله تعالى خلق آدم أسود فشكا إلى ربه . فقال : يا ربي / إني أسود . فأمره الله تعالى بصيام البيض من الشهر : الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ، فصام الثالث عشر فابيض ثلثه ، وصام الرابع عشر فابيض ثلثاه ن وصام الخامس عشر فابيض سائره ، والكتاب والإجماع مغن في هذا .
وفي وجوب الإيمان بنبوته أربع مسائل : ما البرهان وما الحكم فيمن أنكر وما الحكم في الجاهل وما الحكم في الشاك ؟
وفي الرسالة أيضا أربع مسائل : كالنبوة وقول الشيخ ومعرفة القرآن مقصودا إليه مفروزا إليه ، ومعرفة أنه من جملة الكتب ، وفي هذه المسألة أيضا أربع سؤالات كغيرها :
أولها : ما البرهان ، والثانية : حكم المختلفين ، والثالثة : حكم الجاهل ، والرابعة : حكم الشاك .
أما البرهان على أن علينا معرفته والإيمان به خصوصا من جملة الكتب . يقول الله - عز وجل - : ( يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ) .
صفحة ٢٥