الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

Abu Yacqub Warjalani ت. 570 هجري
91

الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

تصانيف

قال عمروس : ( والذي يسع جهله من الإيمان حتى يحل تفسيره فما كان من تفسير جملة التوحيد ، مثل أنفاء الحدود على الله - عز وجل - والأقطار ، وإثبات القدرة له والعلم ، وجميع الصنع والحدث أن يضاف إليه أنه صانعه ومحدثه ، وتصديق كل ما جاء به من خبر مما هو كائن أو يكون وإضافة كل شيء إليه مما رأوا وما لم يروا ، وتسمية خلق ذلك الشيء ونسبته إليه وليس معه مكون ، وأنه بائن من صفات المخلوقين ليس كمثله شيء ، فإذا ذكر (4) هذا وحل تفسيره فلا يسعه ووسع جهل الجنة والنار والثواب والعقاب والبعث والحساب والملائكة والكتب والرسل ، في أمثالها ) .

مذهب عزان بن الصقر فيما يروي عن محمد بن محبوب شبيه بمذهب عمروس بن فتح .

قال عزان : ( من شك في التوراة والإنجيل والزبور والجنة والنار ، فإنه يسع جهله ما لم يذكر فإذا ذكر لم يسع .

ومن جهل أن الله يبعث من في القبور فذلك واسع له ، فإذا ذكر لم يسع جهله . فإن شك في الثواب والعقاب ، فواسع ما لم يذكر ، فإذا ذكر أو قامت عليه الحجة لم يسع جهلهما .

فإن شك فيهما بعد قيام الحجة عليه ، فهو مشرك يقتل إن لم يتب .

وكذلك من شك في القرآن والكعبة والجمعة ما لم تدخل أوقاتهما . فعلى مذهب هذين الإمامين التوسعة ما لم تقم الحجة .

وأما مذهب أبي خزر يغلا بن زلتاف - رضي الله عنه - فإنه قال : ( يسع جهل جميع الحرام ما خلا الشرك ) وإنما أراد بالشرك ما ظهرت منه تسوية الباري سبحانه مع غيره .

صفحة ١٧