الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

Abu Yacqub Warjalani ت. 570 هجري
90

الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

تصانيف

وقد وقفت على خطبة عبد الرحمن بن رستم كان خطب بها يوم جمعة في كتاب ذكر فيها خطبه - رضي الله عنه - فقال : ( من قرأ في صلاة الصبح فاتحة الكتاب فقد تولى جميع المسلمين وتبرأ من جميع الكافرين ، ومن قرأ التحيات في صلاته فقد أتى بالتوحيد الذي عليه ، ولو كان هناك شيء يلزم العباد لأدرجه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في الصلاة فإنها عمود الدين ) .

ومن العجائب أنه يعلمهم التحيات كما يعلمهم السورة من القرآن ولا يعلمهم هذه المسائل .

وكان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن (( اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، وأعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذ بك من فتنة الميسح الدجال ، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات )) .

وقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حين كان يعلمهم التحيات فلما بلغ إلى قوله : (( والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين )) قال : (( إذا قالها العبد المسلم في صلاته أصابت كل عبد طائع لله في السموات والأرض )) .

واعلم أن هذه الكلمة تأتي على الولاية التي أوجبها الله تعالى بين المؤمنين من الأنس والجن والملائكة ، وفي (( المغضوب عليهم ولا الضالين )) أنه البراءة التي أوجبها الله تعالى بيننا وبين الكافرين .

وأمر الدين قد جاء متواترا ظاهرا شاهرا ، ولم يقصد فيه إلى شيء يزداده على الجملة وقد ذكر الله - عز وجل - في القرآن أسامي القيامة والنفختين والمحشر والمنشر والواقعة والحاقة والطامة والصاخة والقارعة ، في أمثالها .

وقد شع أهل السنة هم بآرائهم أيضا فيما لا يسعهم جهله الميزان والصراط والصحف والمحشر والمنشر ( 3 ) في أمثالها ، ولو تتبعناهم في مذاهبهم ، لاتسع المجال ، وكثر المقال ، وضاع العيال ، ولم يدخل الجنة إلا المحال ، سبحان ذي الجلال .

وأما قول عمروس بن فتح فيما يسع جهله فيما ضيقه المشايخ على الناس وسعه هو .

صفحة ١٦