الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

Abu Yacqub Warjalani ت. 570 هجري
17

الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

تصانيف

وسئل عثمان البري كيف كان يصنع في الأعداد عشرة وعشرين وأربعين وبالقمر ويوم الأربعاء والشهور وصفر وربيع وجمادى الآخرة ورجب ورمضان ؟ فقال : ما لي فيه قول إلا ما قال صفوان :- ومكث - قالوا - في مجلس الحسن عشرين سنة ما تكلم ، وسبق إليه طريق المعتزلة والقدرية وهو إمامهم ، وكانت له فراسة في عمرو بن عبيد وطمع في أن لو أصابه على مذهبه أن يكفيه ويشفيه ، فاستعمل الحيلة حتى اجتمعا في محفل عظيم فيه المرجئة والسنية والمثبتة وغيرهم ، فلما اجتمعوا قالوا لهم : انزعوا لنا آية من القرآن في أول مجلسنا نتبرك بها فاستفتح قارئ وأخذ في أول سورة ( لم يكن الذين كفروا ) إلى قوله : ( البينة ، رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة ) حتى أتم ( وذلك دين القيمة ) . فوقف فيها ، واستفتح واصل الكلام وحمد الله تعالى وأثنى عليه فقال : (إن الله تعالى أنزل كتابه وبين فيه مراده فرد هذا عليه ) وأشار إلى المرجي بعد قول الله تعالى : ( وذلك دين القيمة ) فقال هذا : ( بل الدين أن تقول لا إله إلا الله ولو لم تلتبس بشيء من الأعمال الصالحات ولم تدع شيئا من الأعمال الطالحات ) . فالتفت إلى المثبتة فقال : ( وهذا الذي قال إن ليس لنا حظ في الأعمال والأفعال وأشار أن الله تعالى جبرنا إلى أفعالنا بعد ما قال الله تعالى : ( أولئك هم شر البرية ) فكانوا هم شر البرية بفعل غيرهم ، ثم قال في المؤمنين ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) إلى آخر السورة ، فأثبت هؤلاء أن ليس لهم في الأفعال شيء إنما فعل بهم ورضي عنهم بما لم يفعلوا ) وأخذ ذلك بمسامع عمرو بن عبيد وانتصب لمذهب القدرية فلم يقم له أحد فزل زلة عظيمة ، ووددت أن لو حضرها النكار أن يعرض بهم في قولهم في الرضى والسخط والولاية والعداوة والحب والبغض .

صفحة ٢٤