14

دليل الحيران على مورد الظمآن

الناشر

دار الحديث

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

٢- أهمية شرح الألفاظ المتجلي في بعض القراءات، ومنه الوارد في الآية الكريمة في سورة القارعة: ﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ﴾ ١ وقد قرئت: "وتكون الجبال كالصُّوفِ المنقوش"٢ فأفادت هذه القراءة شرح كلمة "العهن" في القراءة الثانية. ٣- أهمية بيان إظهار الأحكام، ويبدو من قراءة هذه الآية من سورة النساء ﴿وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ﴾ ٣ قرأ الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص ﵁. تـ/ ٥٥هـ الآية بهذه القراءة: "وله أخ أو أخت من أم"٤، فأفاد بهذه القراءة أن الأخ والأخت في الآية من الأم. ومن هذا القبيل قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ﴾ ٥ قرأ بعض الصحابة "يطهرن" بالتشديد مبنية لمعنى قراءة التخفيف، وهي قراءة متواترة صحيحة. ٤- رفع التوهم غير المراد، ويظهر ذلك في قراءة الآية الكريمة من سورة الجمعة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ ٦ قرأ بعض الصحابة رضوان الله عليهم "فاسعوا"، فامضوا فالقراءة الأولى توهم وجوب الإسراع في المشي إلى الصلاة الخاصة بالجمع، والقراءة الثانية رفعت ذلك التوهم ووضحت معناه الحقيقي. ٥ إن الله تعالى تحدى بالقرآن الكريم جميع العرب بدون استثناء، فاعتادوا على معارضته، فلو جاء القرآن بلغة بعض العرب دون البعض الآخر لقال الذين لم يأت بلغتهم

= ٤- الاختلاف في النقص والزيادة، ويتجلى في قوله تعالى: ﴿وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ﴾ وقرئ: تجري من تحتها بزيادة لفظ من: سورة التوبة: ٩/ ١٠٠. ٥- الاختلاف في التقديم والتأخير، ويتجلي في قوله تعالى: ﴿فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا﴾ سورة التوبة: ٩/ ١١١. ٦- الاختلاف بالأبدال ويتجلى في قوله تعالى: ﴿إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ قرئ فتبينوا والقراءتان متواترتان، سورة الحجرات: ٤٩/ ٦. ٧- الاختلاف بالتباين في اللهجات، ويتجلى ذلك في قوله تعالى: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى﴾ سورة طه: ٢٠/ ٩. ١ سورة القارعة: ١٠١/ ٥. ٢ كالصوف، وأخ وأخت من أم، فامضوا: روايات مختلفات لرسم المصحف العثماني، وذلك لنسخها بالعرضة الأخيرة للرسول على جبريل ﵇، واستقر الحال على ما استقر عليه، وهو القراءة الأولى، وما بعدها شاذ لا يعمل به. ٣ سورة النساء: ٤/ ١٢. ٤ سورة النساء: ٤/ ١٢. ٥ سورة البقرة: ٢/ ٢٢٢. ٦ سورة الجمعة: ٦٢/ ٩.

1 / 16