أخبار أويس القرني
12 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن زر حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن #151# كثير بن زر حدثنا إسماعيل بن يزيد القطان أبو أحمد حدثنا الحسين بن حفص حدثنا عكرمة بن إبراهيم عن أبي العلاء البصري عن أبي الأحوص عوف بن مالك قال كان أويس القرني يأتينا في حلقة ابن مسعود قال فيجلس لا نعرفه ولا يؤبه به فيحدث الأحيان بالحديث الذي قد خلق عندنا قال وكأنا لم نسمعه إلا منه من رقته قال فافتقدناه فقلنا ما فعل ولا ندري من هو فقالوا لنا ذلك رجل من مراد من قرن قال فجئنا إليه فقلنا يرحمك الله ما حبسك عنا؟ قال لم يكن لي ثوب ألبسه قال فرمينا إليه بثوب قال فقال ابن عم لي قد أولع بي ولو أخذت ثوبكم هذا ثم مررت به لقال خدع إنسان عن ثوبه.
قال فيجلس في المجلس فيمر بنا أويس قال فقال ابن عمه خدع رجلا عن ثوبه قال فكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عامل الكوفة عمار بن ياسر أو سعد بن أبي وقاص أن ارفع إلي من قبلك من العرفاء قال فبينا عمر وقد قدموا عليه يعرضهم إذ مر بعريف قال فقال له أتعرف رجلا يقال له أويس؟ قال نعم أصلحك الله ما ذاك ممن يذكر قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يكون خير التابعين رجل من قرن يقال له أويس يكون فيه سوء فيدعو الله فيذهبه إلا قدر الدرهم في سرته إذا رآه حمد الله عليه فمن أدركه منكم فاستطاع أن يستغفر له فليستغفر يقدم من اليمن مهاجرا معه أم له.
قال فقال عمر فبينا أنا واقف بعرفات إذ التفت فإذا أنا برجل قائم إلى جنبي فقلت من الرجل قال الرجل من أهل اليمن قال ثم ممن قال من قرن قال ما اسمك قال أويس قال هل كان بك سوء؟ قال: نعم #152# فدعوت الله فأذهبه إلا موضع الدرهم من سرتي أذكر الله إذا رأيته فأحمده قال من معك قال أم لي قدمت بها مهاجرا قال استغفر لي فاستغفر له قال فالتفت التفاتة ثم نظرت فلم أجده ويحك إن استطعت أن تدركه حتى يستغفر لك فافعل فأقبل عريف قرن فلم يأت أهله حتى أتانا في حلقتنا قال فحدثنا بما سمع من عمر ثم تنقل بنا على أن يستغفر له ويرضى عنه قال فقمنا معه إليه فدخلنا عليه فحدثناه الحديث قال قال والله ما في ذلك ما يتبلغ به في الدنيا وما يجزى كل إنسان إلا بعمله قال فاستغفر لهم وما ندري بعد ذلك أين ذهب.
صفحة ١٥٠