189

ضجة فارغة

تصانيف

لقد حصحص الحق ... إن هذا ليزيد الحجة قوة، وإن كانت من قبل قد سيجت بقضبان من حديد، أفيكذب الأميران، ويفتري عليها كلوديو، الذي أحبها الحب كله، وراح في الحديث عن رجسها يغسله بالدموع. ألا بعدا لها ... دعوا الموت يخترمها.

القس :

استمع لي هونا ما.

فقد اعتصمت بالصمت كل هذه اللحظة، وتركت المقادير تجري في أعنتها، لقد لاحظت وأنا أرقب حركاتها وسكناتها، أطيافا من حياء تتوارد على وجهها، وأخرى بريئات في مثل بياض وجوه الملائكة، تغالب ذلك الخجل وتلاشيه، ثم بدت في عينيها شعلة نار تحرق الإفك الذي أقامه هذان الأميران على صدق عذرتها. فلتدعني مغفلا ولا تثق بما قرأته، ولا تركن إلى ملاحظاتي التي طبعتها التجارب بخاتمها مؤكدة صدق قراءتي، ومضمون حكمتي. لا تثق بكبر سني ومركزي، وقدسية معرفتي، إذا لم تكن هذه السيدة الحسناء بريئة من الإثم، ولكنها ضحية خطأ أليم.

ليوناتو :

لا يمكن أن يكون الأمر كذلك أيها القس، ألا ترى أن الكفارة الوحيدة التي بقيت لها أنها لا تضيف إلى إثمها إثما آخر، وهو القسم زورا. أنها لم تنكر. فلماذا تريد أنت أن تستر بالأعذار ما بدا في صورته الحقة؟

القس :

سيدتي، أي رجل هذا الذي تتهمين به؟

هيرو :

يعرفه الذين اتهموني، أما أنا فلا أعرف أحدا، ولو عرفت عن أحد من الأحياء أكثر مما يبيحه حياء العذارى، فلتنأ الرحمة عن كل خطاياي، أبت إن ثبت لك أني تحدثت مع رجل في ساعة لا يسوغ فيها الحديث، أو أني تبادلت ليلة أمس الكلام مع مخلوق، فابرأ مني وامقتني، وعذبني حتى أموت.

صفحة غير معروفة