دفع شبه من شبه وتمرد
الناشر
المكتبة الأزهرية للتراث
مكان النشر
مصر
أنظر أدام الله لك الهداية وحماك من الغواية إلى فجور هذا الخبيث كيف جعل الأحاديث المروية في زيارة قبر خير البرية كلها ضعيفة ثم أردف ذلك بقوله بإتفاق أهل العلم بالحديث ولم يجعل الأئمة الذين أذكرهم من أهل الحديث والعجب أنه روي عنهم في مواضع عديدة من كتبه وهذا من جهله وبلادة ذهنه وعمارة قلبه من أنه لا يعلم تناقض كلامه ونقضه بذلك ثم انه لم تخمد نار خبثه بما ذكره من الفجور حتى أردف ذلك بأن الأحاديث المروية في زيارة القبر المكرم موضوعة يعني أنها كذب وهذا شيء لم ير أحد من علماء المسلمين ولا من عوامهم فاه به ولا رمز إليه لا من عصره ولا من قبله قاتله الله تعالى ولقد أسفرت هذه القضية عن زندقته بتجرئه على الإفك على العلماء وعلى انه لا يعتقد حرمة الكذب والفجور ولا يبالي بما يقول
وإن كان فيه عظائم الأمور
وإذا عرفت هذا فينبغي أيها المؤمن الخالي من البدعة والهوى أن لا تقلده فيما يقوله ولا فيما يقولله بل تفحص عن ذلك وتسأل غير أتباعه ممن له رتبة في العلوم وإلا هلكت كما هلك هو وأتباعه ولنذكر بعض الأحاديث الوارده في زيارة قبره صلى الله عليه وسلم وأذكر من رواها وأحذف الأسانيد لأنها لاتليق بهذه الأوراق وقد رويت من طرق بلغت بها منزلة الصحيح أو قاربت أو منزلة الحسن وأذكر من صحح بعضها وأبين أنه من الأئمة الأعلام بالحديث وأنه يعتمد تصحيحه وبالله التوفيق فمن الأحاديث في زيارة قبره صلى الله عليه وسلم قوله صلى الله عليه وسلم من زار قبري وجبت له شفاعتي رواه غير واحد من أئمة الحديث منهم الدارقطني والبيهقي وغيرهما والحديث مروي بهذا اللفظ في عدة نسخ معتمدة وهو من حديث إبن عمر رضي الله عنهما وخرجه أبو اليمن في كتابه إيجاف الزائر
وأطراف المغنم للسائر
في زيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجه الحافظ بن عساكر في تاريخه في زيارة قبره صلى الله عليه وسلم بعد وفاته كان كمن زاره في حياته وخرجه العقيلي وغيره فلا نطول بذكر من رواه من أئمة الحديث المعتبرين وهو مروي من طرق تبلغ الحسن قال أئمة الحديث
صفحة ١٠٨