دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه

ابن الجوزي ت. 597 هجري
42

دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه

محقق

حسن السقاف

الناشر

دار الإمام النووي

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤١٣ هجري

مكان النشر

الأردن

قلت وهذه أدلة توجب وهنا في الحديث ثم هو محمول على إضافة الصورة إليه ملكا

والقول الثاني أن تكون صورة بمعنى الصفة تقول هذا صورة هذا الأمر أي صفته ويكون المعنى خلق آدم على صفته من الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والإرادة والكلام فميزه بذلك على جميع الحيوانات ثم ميزه على الملائكة بصفة التعالي حين أسجدهم له وقال ابن عقيل إنما خص آدم بإضافة صورته إليه لتخصيصه وهي السلطنة التي تشاكلها الربوبية استعبادا وسجودا وأمرا نافذا وسياسات تعمر بها البلاد ويصلح به العباد وليس في الملائكة والجن من تجمع على طاعة نوعه وقبيلته سوى الآدمي

وإن الصورة ها هنا معنوية لا صورة تخاطيط وقد ذهب أبو محمد بن قتيبة في هذا الحديث إلى مذهب قبيح فقال لله صورة لا كالصور فخلق آدم عليها وهذا تخليط وتهافت لأن معنى كلامه إن صورة آدم كصورة الحق

وقال القاضي أبو يعلى المجسم يطلق على الحق تسمية الصورة لا كالصور كما أطلقنا اسم ذاته

قلت وهذا تخليط لأن الذات بمعنى الشيء وأما الصورة فهي هيئة وتخاطيط وتأليف وتفتقر إلى مصور ومؤلف وقول القائل لا كالصور نقض لما قاله وصار بمثابة من يقول جسم لا كالأجسام فإن الجسم ما كان مؤلفا فإذا قال لا كالأجسام نقض ما قال

صفحة ١٤٧