الشاعرية
بصفة عامة، يمكن تقسيم الشاعرية الدادائية بين التوجهات التي سادت في ألمانيا وسويسرا والتوجهات التي سادت في فرنسا. في القسم المتعلق ب «كباريه فولتير» بالفصل الثاني، ألقيت نظرة على ما قام به هوجو بال في زيوريخ من محاولة العودة إلى «خيمياء الكلمة» عبر أشعاره الصوتية؛ واستتر في ذلك السياق رفض للقدرات السميوطيقية للغة، وقدرتها على إيصال المعنى. ربما تدين عودة بال إلى الوحدات الأساسية للغة نوعا ما إلى وعيه بالشعر المستقبلي الروسي بتأكيده على الخصائص المستقلة للغة. ولكن، بدلا من أن يكون «مجردا» بالكامل في روحه - وهو التوصيف الذي ينطبق بقدر أفضل على الشعر الصوتي للدادائي البرليني راءول هاوسمن - عادة ما تنقل أشعار بال رغبة مبهمة في البحث عن أسماء أو كلمات جديدة للأشياء؛ كتب بال في مذكراته الشخصية: «لم لا نطلق على الشجرة اسم بلابلاش أو بلابلاباش عندما تمطر السماء؟» وفي هذا الصدد، يستجيب بال جزئيا إلى الفيلسوف الألماني نيتشه - الذي يعد عامل تأثير أساسيا في جيل بال من الفنانين - الذي كتب عن إحساسه بوجود تنافر بين الكلمات والأشياء التي تشير إليها تلك الكلمات، حيث رأى اللغة «جيشا متحركا من الاستعارات» أمسى باليا. ويكشف شعراء الدادائية الألمان الآخرون خيبة أمل مماثلة في القدرات الدلالية للغة؛ ففي هانوفر، أنتج كورت شفيترز تنويعاته الخاصة من الشعر الصوتي، المرتبطة بحميمية بتجريداته المعروفة باسم «ميرتس» في التجميع الصوري، لكنه أنتج أيضا نصوصا يتعايش بعضها مع بعض في مستويات مختلفة من اللغة، مدمرا بذلك أي إحساس كلي بالتجانس، وفيما يلي جزء من قصيدة له:
تحياتي، 260 ألف سنتيمتر مكعب.
أنا ملكك،
وأنت ملكي،
ونحن أنا.
والشمس واللاحدود والنجوم تضيء.
حزن وأحزان وندى.
يا لويلك مني!
إشعارات رسمية:
صفحة غير معروفة