نبغ في الأوروبيين من لا يحصون في اكتشاف أحوال القارات والأمم وينابيع الثروة في الأرجاء،واطلعوا على خفايا البلاد الإسلامية وما تكنه من الكنوز بعد أن كانوا في ظلمات الجهل منغمسين وفي الهمجية متقلبين ، والإسلام في زهره وخفوق رايات عزه في أنحاء المعمورة { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } ( آل عمران / 26)كل ذلك بهذا الفن الذي طالما هزأ به الجامدون ، ولا يأتمون موطنا إلا بعد أن يكونوا على خبرة تامة منه من حيث حدوده وعوارضه الطقسية وموارده وأحوال ساكنيه .
استشكل بعض العلماء كروية الأجرام الفلكية قائلا: لعل هذه الأجسام مسطحة مبسوطة كذلك ويؤيده قوله تعالى: (وهو الذي مد الأرض) قالوا في تفسيرها: بسطها طولا وعرضا (فأجاب ) بعضهم : كون هذه الأجرام كروية الأشكال مما شهد به الحس والأرصاد، ودل عليه الأمارات والعلامات من غير إخلال بما ثبت من القواعد الشرعيةوالعقائد الدينية،كيف وبعض المسائل الشرعية ينبني عليها كتعدد المشارق والمغارب،واختلاف المطالع وسمت القبلة وأوقات الصلاة وانتفاء وقت العشاء في بعض المواضع وغير ذلك .
صفحة ٣٦