دعائم التمكين
الناشر
الجامعة الإسلامية
رقم الإصدار
العدد المائة وعشرة-السنة الثانية والثلاثون
سنة النشر
١٤٢٠هـ/٢٠٠٠م
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
المبحث الثالث: في ثمرات تطبيق تلك الدعائم
المبحث الثالث: في ثمرات تطبيق تلك الدعائم
...
المبحث الثالث: في ثمرات تطبيق تلك الدعائم:
يجب على كل مسلم آمن بالله ربًا، وبرسوله محمد –ﷺ رسولًا مبلغًا أمينًا، وبالإسلام دينًا كاملًا صالحًا لكل زمان ومكان، أن لا يعتريه شك في حصول الثمار المرتبة على تطبيق دعائم التمكين في الأرض التي تضمنتها الآية الكريمة التي هي موضوع البحث؛ لأنَّ الله ﷾ هو الذي أخبر بذلك ووعد بالنصر والعاقبة الحميدة لمن عمل بتلك الدعائم وخبر الله ووعده لا يتخلف متى ما توفرت فيه الشروط، وانتفت الموانع.
والمسلمون عامّة - والعرب منهم خاصة - مرهون عزهم ومكانتهم بمدى تطبيقهم للإسلام، كما قال -تعالى- في شأن الرسول –ﷺ وقومه: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلون﴾ [الزخرف: ٤٤] .
وكما قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ﵁: "نحن أمة أعزها الله بالإسلام، فإذا ابتغينا العزة من غيره أذلنا الله"١.
ولك أن تتخيَّل -أيها القارئ الكريم- أمَّةً قد قامت بشرع الله وطبَّقته على نفسها، ولم تكتف بهيئات التطبيق الظاهري، وإنَّما أوفته حقه كاملًا كما أمر الله بذلك.
ثُمَّ توحدت قلوب أفرادها حول هذا الدين الكامل، فأصبحوا أخوة متحابين في الله، ومن أجل الله، وتواصوا بالحق وبالصبر عليه. ولم يقتصر نفعهم على أنفسهم وحسب. بل تعدَّى ذلك إلى غيرهم مِمَّن هو بمنزلة النفس في تشريعات الإسلام.
١ ينظر تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي ص١٧٤، وتاريخ الدعوة د. جمعة على الخولي٢/١٠٩، دار الطباعة المحمدية الطبعة الأولى ١٤٠٥هـ.
1 / 146