ولا تضيعوا سنة نبيه محمد (ص) أقيما هذين العمودين وخلاكم ذم ما لم تشركوا رب رحيم ودين قيم عليكم السلام إلى يوم اللزام كنت بالأمس صاحبكم وانا اليوم عظة لكم وغدا مفارقكم ثم أوصى إلى الحسن والحسين (ع) وسلم الاسم الأعظم ونور الحكمة ومواريث الأنبياء وسلاحهم إليهما وقال لهما (ع) إذا قضيت نحبي فخذا من الدهليز حنوطي وكفني والماء الذي تغسلاني به فان جبرئيل (ع) يجئ بذلك من الجنة فغسلاني وحنطاني وكفناني واحملاني على جميلي في تابوت وجنازة تجدانها في الدهليز وروي انه (ع) قال لهما (ع) إذا فرغتما من أمري تناولا مقدم الجنازة فان مؤخرها يحمل فإذا وقفت الجنازة وبرك الجمل احفروا في ذلك الموضع فإنكما تجدان خشبة محفورة كان نوح (ع) حفرها لي فادفناني فيها وروي انه (ع) قبض ليلة الجمعة لتسع ليال بقين من شهر رمضان وهي التي كانت ليلة القدر وكان عمره خمس وستون سنة منها مع النبي (ص) خمس وثلاثون سنة وبعده ثلاثون سنة وان الحسن والحسين دخلا الدهليز فوجدا فيه الماء والحنوط والكفن كما ذكره (ع) ولما فرغا من شانه تناولا مقدم الجنازة وحمل مؤخرها كما قال (ع) وحملاها إلى مسجد الكوفة المعروفة بالسهلة ووجدت ناقة باركة هناك فحمل عليها وتبعوها إلى الغري فوقفت الناقة هناك ثم بركت وحكت بمشفرها الأرض فحفرا
صفحة ٤٤