============================================================
الفن الخامس: من كتاب عيون المسائل والجوابات شيء يجب أن يخرج أن يكون غير متناه أو يجوز ذلك عليه. فإن صح ذلك لكم وجب لعمري ألا يكون له أول وآخر، ولكن دون ذلك خرط القتاد.
جوات آخر: وقالث طائفة أخرى من الموحدين: بل قد يجوز أن يكون أشياء لها أول ولا آخر لها، ولا يجوز قياسا على ذلك أن يكون أشياء لها آخر ولا أول لها؛ لأنا وإياكم قد أجمغنا على أن الاعتذار لا بد له من أول، وقد تم، قديجوز أن يكون لا آخرله، وكذلك المكافأة لا بد لها من أول ولا آخر لها، وليس يجوز قياسا على ذلك أن يكون اعتذار ومكافأة لهما آخر ولا أول لهما، فكذلك قلنا: إن الأفعال لا بد لها من أول، وقد يجوز أن يكون لا آخر لها، ولا يجب قياسا على هذا أن توجد أفعال لها أول ولا آخر لها. ثم جعلوا هذا الكلام معارضة فقالوا لهم: إذا جاز أن يوجد اعتذاراث لها آخر ولا أول لها، وكذلك المكافأة والمجازات والندم. قالوا: فهاهنا قلتم في هذا فهو جواث لكم.
وقالوا لهم أيضا: الفعل لا بد أن يتقدمه فاعله كما أن الاعتذار والمكافأة لا بد أن يتقدمهما ذنب وفعل، فلذلك جاز أن أفعالا لها آخر ولا أول لها.
دليل: قال الموحدون: ومن الدليل على أن الأفعال لا بد لها من أول، أن فاعلا حيا قادرا لوكان لم يزل يفعل على ما يقول مخالفونا أن يعد أفعاله ويحوطها، ولو فعل ذلك ثم سألناه في هذا الوقت لأخبر بعددها، وما له عده فمتناه؛ لأنه قد يجوز أن يضعف عدده. وليس يقدر مخالفونا مع أصلهم في القدم أن يحيلوا وجود جسم حي قادر، والحيى القادر يقدر على ضبط ما يفعله ويحفظه ويتوهم ذلك منه.
صفحة ٥٨٧