============================================================
قالات البلى وتأتي أهمية هذا الكتاب كونه مصدرا علميا، نقل عن كتب سابقة عنه، ليست موجودة لدينا اليوم، مثل كتاب زرقان، وكتاب آبي عيسى الوراق، و كتاب محمد بن عيى الملقب ببرغوث.
وهذه الكتب على رأي البلخي مفيدة وكافية في هذا الموضوع، لكن كان مقصد البلخي فيما جمعه في كتابه أن يكون أوسع وأشمل، فيجمع تلك الاختلافات التي دارت بين أهل القبلة؛ لذا كان كتابه مرجعا لجميع من كتب في تاريخ الفرق والمقالات، خاصة وأنه يتناول مسائل لم يعرضن لها من سبقه من المصنفين؛ لذلك فهو يغني عنها جميعا، فأصبحت الحاجة إلى كتاب البلخي حاجة ملحة.
هذا ومما يميز كتاب البلخي أن مصنفه يمتلك موضوعية علمية، تجلت فيما أورده من عناوين المصنفات التي أفاد منها، أو أسماء الرجال الذين أخذ عنهم..: كما أن كتابه يعد مرجعا مهما في نقل آراء شيخه أبي الحسين الخياط؛ إذنقل عنه مشافهة، ومراسلة، وأبو الحسين إمام المعتزلة في زمانه، مشهور باطلاعه وسعة معرفته في تاريخ مذاهب المعتزلة المختلفة.
يقول القاضي عبد الجبار: لوهو من أحفظ الناس باختلاف المعتزلة في الكلام وأعرفهم بأقاويلهم"(1). وكان تأليف كتاب البلخي هذا في بغداد تحت اشراف أستاذه الخياط لما ابتدأ في تأليفه، ولما فارق أستاذه وسافر إلى بلده بلخ، لم تنقطع الاستفادة منه، فقد بقي على تواصل معه بالمراسلة، فكثيرا ما أرسل إليه يسأله على المسائل المقررة، ورد عليه مراسلة.
(1) فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة للقاضي عبد الجبار، (ص 297).
صفحة ٦