============================================================
مقالات البلخي من قال بأنه علم فساد ذلك بالحواسن خطأ. والعلوم التي تقع بالنظر والعقل يقف الخلاف مع غير معاند؛ لأنها تقع باستدلال؛ فجاز لذلك أن يعرف بها صحة النظر والعقل بالنظر والعقل بعض المستدلين الناظرين دون بعض:.
فإن قال: إن كنثم تعرفون صحة النظر والعقل بالنظر والعقل؛ فقد يجب أن يكون غير متناه قلنا: ليس هذا هكذا؛ لأنا نزعم بأنا نعرف صحة النظر والعقل بالنظر والعقل، بنظر وعقل غيرهما، بل تعرف صحتهما بهما؛ وذلك أنا نعرف بهما أن كل نظر لزم صاحبه السنن والترتيب ولم يمل به هوى ولا إلفت ولا عصبية فهو صحيغ، وكل علم بني على علوم الحواسن وما في بداهة العقول فغير فاسد؛ فيكون هذا النظر داخلا فيما شهد لصكتها وكان ذلك حكمه.
فإن قال قائل: ولم زعمتم أن هذا النظر داخل في جملة ما صخ به، وأنتم قد تجيزون أن يقول القائل: كل قول سمعه اليوم خطأ، وهو لا يريد قوله هذا؟
قيل له: ليس سبيل العلم في هذا سبيل الخبر والقول؛ لأن الحصر لا يقغ (1126) في العلم.
الا ترى أنه لا يجوز أن يعلم أن القوم كلهم في الدار، وبعضهم خارخج منها؟ بل إذا علمت ذلك وجب أن يكونوا كلهم كذلك، وإلا فليس عقدك علما، وقد يجوز أن يكون كل القوم في الدار، وأنت تريذ بعضهم؛ لأنه يحصر ذلك بالنية أو مخرج الكلام، وإنما سبق منه، وليس قبل العلم والنية شيء خضان به.
قال الحاكي عن أصحابنا: ولو زعم زاعم أنه عرف صحة كل نظر خطر
صفحة ٥٥٤