وعظيم المزيد، وألا يقطعه عن بابه، وأن لا يحول بينه وبين عظيم لطفه، فإنه القادر على
ما يشاء الفعال لما يريد.
وقال رضي الله عنه : لما استوت أقدام بني آدم على سنن الفطرة الأصلية، واجتمعت قلوبم
وأسرارهم جملة على قبول العهد الأول في الحضرة التعريفية وانتصبت عوالم الأنوار
عن دوائر أيمانهم، وعوالم الظلم والأكدار عن دوائر شمائلهم، وهاجت رياح الأقدار
بتصريف الملك العزيز القهار ، ألقت قوما - بسابق فضله - في درجات الأنوار ، والقت
بآخرين - بقضاء عدله - في دركات الظلم والاكدار
وثبت قوم - بعظيم عبادته - على متن الصراط المستقيم ، وتمسكوا بحفظ الميثاق
الأول في رعاية العهد القديم ، ولم يزغ بصر بصائرهم لهجوم عوالم الأنوار ، ولم تزلزل
شجرات إيمانهم عواصف رياح الظلم والأكدار ، فنودوا إذ ذاك من محل اللطف
صفحة غير معروفة