قطع العلائق للتفكر في عبودية الخلائق
الناشر
مركز تأصيل علوم التنزيل للبحوث العلمية والدراسات القرآنية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٣ هـ
مكان النشر
القاهرة - مصر
تصانيف
٤ - ومنهم إسرافيل ﵇-:
وإسرافيل ﵇ هو: الملك الموكل بالنفخ في الصُّوُرِ، والصور هو (القَرْن)، وقد دل على ذلك حديث عبد الله بن عمرو ﵄-عند أبي داوود والترمذي وأحمد وصححه الألباني، قال: سُئِل النبي ﷺ عن الصُّور؟ فقال: (قرنٌ ينفخ فيه). (^١)
وهو في تعداد أشراف الملائكة المقربين، ولم يرد اسمه بنصٍ صريح في القرآن الكريم بل ورد اسمه على لسان المعصوم ﷺ.
أما حجم خلق إسرافيل ﵇ وعدد أجنحته فلا يعلم الباحثُ نصًا صحيحًا صريحًا في هذا الصدد ولكن عندما يُتصورُ حجمُ الصُّورِ (البوق)، يُعلم تخيل حجمه ﵇ وعظيم خلقته، وهذه أمور كلها غيبية لا دخل في تصور العقل لها وما يملك المؤمن إلا الإيمان بها كسائر المغيبات.
وإسرافيل ﵇ لشرفه ومكانته عند ربه قد شهد بدرًا مع جبريل وميكائيل
عن على بن أبي طالب ﵁ قال: قال لي النبيُّ ﷺ ولأبي بكرٍ يومَ بدرٍ: "مع أحدِكُما جبريلُ، ومع الآخر ميكائيلُ؛ وإسرافيلُ ملكٌ عظيمٌ يشهدُ القتال، أو قال: يشهدُ الصفَّ. " (قاله لعليٍّ ولأبي بكر). " (^٢).
(^١) أبو داود (٤٧٤٢) كتاب السنة، والترمذي (٢٤٣٠) كتاب صفة القيامة، وقال: هذا حديث حسن، وأحمد (٦٨٠٥) وزاد أن أعرابيًّا سأل النبي ﷺ، والدارمي (٢٧٩٨) كتاب الرقاق، واللفظ له، وصححه الألباني في الصحيحة: (٣/ ١٥٤).
(^٢) -أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٢/ ١٦/ ١٢٠٠٢)، وأحمد (١/ ١٤٧)، وابن سعد في "الطبقات " (٣/ ١٧٥ - ١٧٦)، والبزار (٢/ ١٤/ ١٧٦٥)، وأبو يعلى (١/ ٢٨٣ - ٢٨٣)، وابن أبي عاصم في "السنة" (٢/ ٥٧٤ - ٥٧٥)، والحاكم (٣/ ٦٨) من طريق مِسعَر عن أبي عون الثقفي عن أبي صالح الحنفي عن علي قال: قال لي النبي ﷺ -ولأبي بكر-﵁-يوم بدر: فذكره. وقال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي، وأقره الحافظ في "الفتح " (٧/ ٣١٣). وقال البزار: "لا نعلمه يروى عن النبي ﷺ -إلا بهذا الإسناد".
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: (٦/ ٨٥) رجاله رجال الصحيح، وقال أحمد شاكر في مسند أحمد: (٢/ ٣٠٨) إسناده صحيح، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة-المجلد السابع: (٧: ٧٢٥) برقم: (٣٢٤١).
1 / 58