عطيل :
لا ...
ديدمونه :
لا يا سيدي.
عطيل :
هذه غلطة. إن ذلك المنديل وهبته امرأة مصرية لأمي وكانت تلك المصرية ساحرة تكاد تعرف ضمائر الناس. قالت لأمي وهي تدفعه إليها: إنه يجعلها محبوبة، ويخضع لها غرام أبي ما دامت محتفظة به. فإذا فقدته أو أهدته فعين أبي تنصرف عنها انصراف بغضاء، ونفسه تتحول إلى البحث عن سواها. ولما حضرت أمي الوفاة أعطتنيه وأوصتني إن تزوجت أن أمنحه لحليلتي وهكذا فعلت. فأرعب إليك في استبقائه وصيانته وأن تحبيه محدقة العين الثمينة لأنه إذا فقد كان فقده خسارة لا تستعاض.
ديدمونه :
أيعقل هذا؟
عطيل :
بل هو الحقيقة لأن في نسيجه سحرا وما نسجته إلا عرافة شهدت دوران المس مئتي مرة. أما الديدان التي أخرجت حريره فقد كانت مرقية أيضا. وأما الحرير فقد صبغ بعصير الموميات مستقطرا من قلوب العذارى ومصونا بعناية العلماء.
صفحة غير معروفة