وأقول أن الأصح عندي أن المشكاة المكان الضيق والذي جعله الإناء الذي يبرد فيه الماء واستشهد بالبيت الأحجة له فيه وذلك أنا الإناء الذي يبرد فيه الماء يكون ضيقا لأنه يسمى الإناء بالمشكاة لكونه من أدم بل لما ذكرناه والبيت إنما شبه عينه بمكان ضيق أخذ بأطراف المناقير والأماني أديم في الحجر المنقور وكذلك الذي جعله المحراب وإني عليه بالبيت حجة لا دليل فيه على أنه أراد المحراب بل اقول أراد المشكاة الرهبان الكوة التي يضع فيها مصباحه إذ هو لا يضعه إلا في مكان ضيق ليس قصده الماء مجرد الإضاءة لا الإستراحة وقد شبت أنهم إذا ضربوا مثالا فإنهم يقصدون المبالغة في المثال الذي يريد فيه فيكون معنى التقابل أنه جعل عليه الأرض في الضيق كهذه الكوة فأما المحراب معاد فيه سعة بعض شيئ لا يرى إلى قول الله سبحانه [ ]"حتى يلج الجمل في سم الخياط "مضرب خرت الإبرة مثلا للضيق مبالغة وإلا فكان ما لا يتسع الجمل غير ما ضربه لولا اراده ما ذكرناه من المبالغة المصباح السراج الزجاجة معروف ويجميع على [47- ] زجاج أجمع القرأ على ضم رأ الزجاجة وفيها لغتان أخر بأن في غير القرآن فتح الرا ذكرها الكوكب الدري الضخم الثاقب المضيئ وفيه لغات تأتي إن شاء الله تالى اختلف أهل التفسير في معنى هذه الآية الشريفة وهو موجود في كتب التفاسير الأتي الأخلى هذا المجموع من الإشارة إلى شيئ من ذلك قال أمير المؤمنين عليه السلام الله نور السموات والأرض أي يشير فيهما الحق فأصاب بنوره قلوب أهلها به وقال الإمام الناصر الحسن بن علي عليه السلام هذا مثل ضربه الله لقلب المؤمن والإيمان قال الإمام أبو الفتح الناصر بن الحسين بن الناصر عليه السلام الله نور السموات والأرض أي متنورهما بما خلق من الكواكب والشمس والقمر مثل نور الله في قلب كل مؤمن إلى كلام سورة في كتابه البرهان .وقال عليه السلام نور على نور بني من بني أدم أن محمد من إبراهيم صلى الله عليهما وأن الحسن والحسين من نسله والأئمة من نسليهما عليهما السلام نتنور على نور أي بني بني أدم وإمام من إمام.
صفحة ٧٣