324

عقود العقيان2

تصانيف

وبه عنه أتى بسند له في الكشف بلغ به إلى أبي ذر.......قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ((إن لكل حق حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتى لا يحب أن يحمل على .........علم الله)).

قلت: أما الإخلاص [39] ذكره الله تعالى في قوله: {فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}.

اختلف المفسرون في الآية على قولين: منهم من يقول: أنها محكمة وأنه تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وآله أن يقول لهم ذلك من جملة ما يأمره تعالى من الملاطفة لهم واللين لهم، وكان اليهود يقولون: نحن أحق بأن تكون النبوة فينا لا يا أهل الكتاب، والعرب عبدة أوثان، فأمره الله تعالى أن يبين لهم أن لنا أعمالا قد علم الله تعالى وقوعها له، ولكم أعمالكم قد علم الله تعالى وقوعها مخالفة لمرضاة الله تعالى، والأعمال هي الأساس، ونحن مع ذلك مخلصون له تعالى لا نتخذ ربا سواه، ولا نعبد إلا إياه، ومن كان كذلك فهو أهل؛ لأن يخصه الله تعالى بالكرامة في الدنياة والآخرة.

ومنهم من يقول: هي منسوخة بآية السيف، وهو اختيار أبي القاسم، والوجه عندي إحكامها كما ذكرنا في الآية الرابعة.

الآية السابعة:

قوله عز وجل: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم}.

الصفا: جمع صفاة وهي الحجارة الصلبة كحصاة وحصى ونواة ونوى، وقد يجمع على أصفاء وصفي بوزن فعول، قال الشاعر:

لها كفل كالصفا المسيل ... ...عنها جحاف.....

وروى الأصمعي: عجاف يضر ورده العليل إلى صفى، قال الراجز:

كان منبته من النقى

مواقع الطير على الصفى

والنقى على فعيل من المطر ما ينقيه ويرشه، وكذلك هو ما يتطائر من الرشا على الذي يخرج الماء من البئر وهو الماتح.

صفحة ٨٤