[فصل]:
العقل عند مشائخنا رحمهم الله تعالى علوم يخلفها الله تعالى في قلوب المتعبدين عشرة: أحدهما: علم الإنسان نفسه وكأنها عليمة بأحواله من الشبع والجوع والرضى والغضب مالتها علمه بالمشاهدات نحو السماء والأرض والظلمة والنور.
رابعها: القلم بضروب القسمة نحو العلم بأن الشي إما أن يكون موجودا أو معدوما.
خامسها: العلم [15 ] المستند إلى التجربة نحو كون الزجاج يكسر بالأحجار والقطن ينحرق بالنار.
سادسها: العلم بمقاصد المغناطيس فما هو جلي ظاهر نحو الفضل بين الحادثات.
سابعها: العلم بتعلق الفعل بفاعله نحو أن ترى إنسانا يكتب بحسبه ممسكا يعلم أن الكاتب بينه وبين كتائبه وأنه مشى لها.
ثامنها: العلم بالأمور الجلية مع قرب العهد كالوقعات العظيمة والزلازل الشديدة.
تاسعها: العلم المخبر الأخبار المتواترة كالعلم يوجد مكة والصين.
عاشرها: العلم نجس بعض المحسنات كالتفضل والأنعام وبوجود بعض الواجبات كرد الوديعة وسكر المتهم وقضا الدين وقبح بعض المقبحات كالظلم وكنز النعم.
وقالت المطرفية الشقية: أن عقل الإنسان الذي هو يضعه لحم في جوفه ولم يقل بهذا القول إلا هم وكفاهم تضليلات هذا القول لم يقل به سواهم والنقص عليهم إن لمت والنائم والصبي والمجنون مع كل واحد قلبه ولا عقول لهم في تلك الحال .
الثاني : أن الله تعالى جعله آلة في العقل فقال:{أفلم يسيروا في الأرض فيكون لهم قلوب يعقلون بها} جعله تعالى آلة للعقل كما جعل الأذن له للسمع فقال سبحانه :{أو آذان يسمعون بها } ولم يقل أحد أن جارحة الآذان تسمع بها فكذلك القلب وأن هذه الأعضاء آلات ومحال لهذه الأفعال.
الثالث :أن القلب جسم والأجسام مشتركة في الصفة المقتضاة أو الذاتية فيجب أن يكون كل جسم عقلا فلم خصصت المطرفه القلب بأن جعلوه عقلا دون غيره من الأجسام.
صفحة ٢٣