عقلاء المجانين
محقق
خادم السنة المطهرة أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
العميق. قال من أي الفجاج أنت؟ قال من العراق وأرضها. قال من أي العراق أنت؟ قال من مدينة الحجاج بن يوسف. قال فما سيرته فيكم؟ قال بسيرة فرعون في بني إسرائيل، يقتل أبناءهم ويستحيي نساءهم. قال فهل خلفته ظاعنًا أو مقيمًا؟ قال بل ظاعنًا. قال إلى أين؟ قال إلى الحج ولن يتقبل الله منه. قال وهل خلف أحدًا بعده؟ قال نعم أخاه محمدًا. قال فما سيرته فيكم؟ قال ظلوم غشوم، واسع البلعوم، عاص مشؤوم. قال له الحجاج هل عرفتني؟ قال الأعرابي اللهم لا. قال الحجاج أنا الحجاج بن يوسف. قال الأعرابي: أشر والله ممن أظلت الخضراء. وأقلت الغبراء. ويشرب من الماء بغيض مبغوض. لعين ملعون. في الدنيا والآخرة. فقال الحجاج والله يا أعرابي لأقتلنك قتلة لم أقتلها أحدًا قبلك. قال الأعرابي إن لي ربًا يخلصني وينجيني منك. قال يا أعرابي إني سائلك؟ قال إذًا والله أُخبرك. فقال أتحسن من القرآن شيئًا؟ قال نعم. قال فأسمعنا. فاستفتح وقال: بسم الله الرحمن الرحيم إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يخرجون من دين الله أفواجًا. قال ليس هكذا يا أعرابي. قال وكيف؟ قال يدخلون في دين أفواجًا. فقال الأعرابي قد كان ذلك قبل أن يتولى الحجاج. فلما ولي جاؤوا يخرجون من دين الله. فضحك الحجاج حتى استلقى على قفاه. ثم قال ما تقول في محمد رسول الله ﷺ؟ قال وما عسى أن أقول في محمد ﷺ صاحب القضيب والناقة والحوض والشفاعة وزمزم والسقاية، ومن قرن الله اسمه باسمه. يدعى في كل يوم وليلة عشر مرات في الأذان والإقامة. قال فما تقول في أبي بكر الصديق ﵁. قال وما عسى أن أقول في صديق في السماء وصديق في الأرض وصاحبه في الغار وأسلم وهو يملك ثمانين ألف دينار أنفقها في سبيل الله وعلى رسول الله ﷺ. ومع ذلك يا حجاج يوم قرأ النبي ﷺ " جاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ". وقال ﵇ سمعتم ما قال ربكم ﵎ إلا من كان عنده شيء فليأتني بما أمكنه فقام أبو بكر الصديق ﵁ فأتى بجيمع ما عنده.
1 / 154