إذا قسته بالدر يستحقر الدر
تخال إذا طالعته أن ما مضى
من الأمر مشهود وهذا هو السحر
وتنظر في أسجاعه حسن يوسف
فيا حبذا في حسنه السجع والشعر
وفي الكتاب مقدمتان كتبهما تادرس وهبي، الأولى بدأها بملخص شديد عن تاريخ مصر في عهد ذي القرنين، ثم في عهد البطالسة وإنشاء مكتبة الإسكندرية، ثم في عهد الرومان حتى الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص. ثم تطرق إلى عهد المماليك والعثمانيين والحملة الفرنسية، حتى وصل إلى عهد محمد علي باشا، وما قام به من إنشاء المدارس. ثم خصص مساحة للحديث عن المدارس القبطية وما وصلت إليه من تقدم، واشتغال طلابها في الوظائف الأميرية. ثم تحدث عن نفسه وما قام به في مدرسة حارة السقائين، وأنه أراد وضع قصة يوسف الصديق في قالب التمثيل، مع الحفاظ على معانيها كما جاءت في التنزيل. ويحذر الناقد من إساءة الظن به لتطرقه إلى هذا الموضوع. ويختتم مقدمته بوصف من حضر تمثيلها من الجمهور الغفير عندما مثلت لأول مرة في مسرح حديقة الأزبكية، وعلى رأسهم طلعة الأنجال ... ويقصد بذلك حضور الأميرين عباس حلمي الثاني ومحمد علي.
والملاحظ أن المؤلف سار في كتابته لهذه المقدمة على أسلوب السجع المتبع في جميع كتاباته بما فيه من صنعة لفظية، وتضمين لآيات القرآن الكريم باللفظ والمعنى. فعلى سبيل المثال قوله: «وأورد في كتبه ما فيه مزدجر حكمة بالغة»، مأخوذ من الآيتين الرابعة والخامسة من سورة «القمر».
ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر * حكمة بالغة فما تغن النذر . وقوله: «أوتوا من الحكمة وفصل الخطاب»، مأخوذ من الآية 20 من سورة «ص»:
وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب . وقوله: «وما له في الأرض من ولي ولا نصير»، مأخوذ من آيات كثيرة، منها على سبيل المثال الآية رقم 22 من سورة «العنكبوت»:
وما أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير .
صفحة غير معروفة