وإذا ما ادعى حلاك زنيم
وتعدى القانون يوم نضالك
قل له كف يا دعي وأقصر
ليس يفتى وفي المدينة مالك
ويلاحظ على هذه القصيدة ختامها «ليس يفتى وفي المدينة مالك»، وهو القول المشهور الذي أصبح مثلا يضرب بين الناس. ومالك هذا هو الإمام مالك صاحب أحد المذاهب الإسلامية الأربعة، ومهما يكن من أمر هذه الملاحظات فإن التساؤل الذي يطرح نفسه: من هو عريان بك هذا؟! وما أهميته التي تصل إلى درجة أن تادرس وهبي يخلده في كتيب مطبوع، علما بأن تادرس وهبي لم يطبع رثاء لأحد آخر، غير الخديوي إسماعيل! فمن هو عريان بك الذي طالت قامته عند تادرس وهبي، كي يساويه برثاء الخديوي إسماعيل؟!
الحقيقة أن بحثي عن هذا الشخص لم يسفر إلا عن ظهور احتمالين؛ الأول: أنه أحد أقرباء تادرس وهبي أو من المقربين له، فأراد إظهار مشاعره في هذا الكتيب. والاحتمال الآخر: أن يكون أحد أقطاب اللغتين العربية والقبطية، وأحد معلميها في هذا الزمن، وأنه كان أستاذا لتادرس وهبي في هاتين اللغتين، وكانت له علاقة وطيدة بحفني ناصف أيضا. وهذا الاحتمال يعضده دليلان؛ الأول: ما جاء في كتاب «تاريخ الكنيسة القبطية، ص676» لمنسي القمص، الذي ذكر وفاة عريان بك عام 1888، وقال إنه نبغ في إنهاض اللغة القبطية من كبوتها. والدليل الآخر، عبارة عن بيتين قالهما حفني ناصف تأريخا لوفاة عريان بك عام 1888، تم وضعهما على قبره، وفيهما يقول:
4
لقد هوى في أفق هذا المكان
بدر العلا عريان فخر الزمان
ومذ أتى الجنات أرخته
صفحة غير معروفة