المعلم الثاني في ذكر عقب 1 ابراهيم الغمر* بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن ابي طالب (ع)
ولقب الغمر لجوده، ويكنى أبا اسماعيل وكان سيدا شريفا روى الحديث وهو صاحب الصندوق بالكوفة يزار قبره (1) وقبض عليه أبو جعفر المنصور مع أخيه وتوفي في حبسه سنة خمس وأربعين ومائة وله تسع وستون سنة 2؛ وقال ابن خداع: مات قبل الكوفة بمرحلة وسنه سبع وستون سنة.
وكان السفاح يكرمه. فيروى أن السفاح كان كثيرا ما يسأل عبد الله المحض عن أبنيه محمد وابراهيم، فشكا عبد الله ذلك الى أخيه ابراهيم الغمر، فقال له إبراهيم: إذا سألك عنهما فقل: عمهما ابراهيم أعلم بهما فقال له عبد الله: وترضى بذلك؟ قال: نعم. فسأله السفاح عن ابنيه ذات يوم فقال: لا علم لي بهما وعلمهما عند عمهما ابراهيم. فسكت عنه ثم خلا بابراهيم فسأله عن ابني أخيه فقال له: يا أمير المؤمنين اكلمك كما يكلم الرجل سلطانه أو كما يكلم ابن عمه؟ فقال: بل كما يكلم الرجل ابن عمه. فقال: يا أمير المؤمنين أرأيت إن كان الله قد قدر ان يكون لمحمد وابراهيم من هذا الأمر شيء أتقدر أنت وجميع من في الأرض على دفع ذلك؟ قال: لا والله. قال: ورأيت إن لم يقدر لهما من ذلك شيء أيقدران ولو أن أهل الأرض معهما على شيء منه؟ قال: لا. فما لك تنغص على هذا الشيخ النعمة التي تنعمها عليه؟ فقال السفاح: والله لا ذكرتهما بعد هذا. فلم يذكر شيئا من أمرهما حتى مضى لسبيله.
صفحة ١٤٥