* صفاته وثناءُ العُلماءِ عَليه:
أثنى على الشيخ منصور البُهُوتي ﵀ كلُّ مَنْ عَرَفه وتَرْجم له، فقد قال عنه المُحبِّي ﵀: "شيخُ الحنابلةِ بمصر، وخاتمةُ علمائهم بها، الذائعُ الصِّيت، البالغُ الشُّهرة، كان علمًا عاملًا متبحِّرًا في العلوم الدِّينية، صارفًا أوقاته في تحرير المسائل الفقهية، رحل الناسُ إليه مِن الآفاق .. وكان ممن انتهى إليه الإفتاءُ والتدريس، وكان سخيًّا له مكارم دارَّة، وكان في كُلِّ ليلة جُمعة يَجعلُ ضيافةً ويدعو جماعته المقادسة، وإذا مرض أحدٌ منهم عَادَهُ، وأَخَذَه إلى بيته ومرَّضه إلى أن يُشفى، وكان الناس تأتيه بالصَّدَقات فيفُرِّقها على طَلَبته في المجلس، ولا يأخذ منها شيئًا" (١).
وقال ابنُ حميد النجدي ﵀: "وبالجملة فهو مؤيِّد المذهب ومُحرِّره، وموطِّد قواعده ومقرِّره، والمعوَّل عليه فيه، والمتكفِّل بإيضاح خَافِيه، جزاه الله أحسن الجزاء" (٢).
وقال الغزي: "كان إمامًا هُمامًا، عَلَّامة في سائر العلوم، فقيهًا متبحِّرًا، أصوليًّا مفسِّرًا، جَبَلًا من جبال العلم، وطَوْدًا من أطواد الحكمة، وبحرًا من بحور الفضائل، له اليد الطُّولى في الفقه والفرائض وغيرهما" (٣).
* تصانيفه:
صنَّف الشيخُ منصور البُهُوتي ﵀ عدة كُتب في مذهب الحنابلة، كَتَب اللهُ لها القَبول، وانتشرت وانتفع الناسُ بها، وهي التي عليها المعوَّل من
_________
(١) "خلاصة الأثر" (٤/ ٣٢٦).
(٢) "السحب الوابلة" (٣/ ١١٣٣).
(٣) "النعت الأكمل" (ص ٢١٠).
مقدمة / 17