والخامس: إن تاج الشريعة لقب لجد شارح ((الوقاية)) من قبل أبيه، واسمه محمود، وهو المؤلف لل((وقاية))، و((شرح الهداية))، وهو الأستاذ لشارح ((الوقاية))، وقد وقعت في بيان نسب شارح ((الوقاية)) وجده تاج الشريعة من المؤرخين والمحشين كلمات مختلفة كما بسطناها مع ما لها وما عليها في ((مقدمة السعاية))(1)، وفي ((الفوائد البهية في تراجم الحنفية))(2):
منها: إن الأزنيقي ذكر في ((مدينة العلوم)) عند ذكر ((التنقيح)) و((التوضيح)) وشروح ((الهداية)): إن تاج الشريعة هو محمود بن عبيد الله بن محمود المحبوبي، وإنه المؤلف لل((وقاية)) ول((شرح الهداية)) المسمى ب((نهاية الكفاية))، فهذا كما ترى يخالف ما مر بوجهين:
أحدهما: إنه جعل عبيد الله المحبوبي والد تاج الشريعة، وحذف صدر الشريعة الأكبر أحمد من البين.
وثانيهما: إنه سمى والد عبيد الله بمحمود، مع أن ما سبق دل على أن اسمه إبراهيم.
ومنها: إن عليا القاري المكي ذكر في حرف الميم من كتابة ((الأثمار الجنية في طبقات الحنفية)): مسعود بن أحمد، العلامة صدر الشريعة الجامع للفضائل الجميلة والشمائل الجليلة.
فهذا كما ترى مشتمل على ما لا يخفى؛ فإن صدر الشريعة ليس لقبا لمسعود بن أحمد، بل لعبيد الله بن مسعود بن تاج الشريعة والد تاج الشريعة أحمد، وأيضا ليس علم والد مسعود أحمد، بل إما محمود كما مر(3)، أو عمر كما سيأتي(4).
صفحة ٩٠