وهذا الكلام من القاري أفاد فائدة حسنة، وهي أن الكتب الفقهية وإن كانت معتبرة في أنفسها بحسب المسائل الفرعية، وكان مصنفوها أيضا من المعتبرين، والفقهاء الكاملين لا يعتمد على الأحاديث المنقولة فيها اعتمادا كليا ولا يجزم بورودها وثبوتها قطعا؛ لمجرد وقوعها فيها، فكم من أحاديث ذكرت في الكتب المعتبرة وهي موضوعة ومختلقة: كحديث: ((لسان أهل الجنة العربية والفارسية الدرية(1)))(2)، وحديث: ((من صلى خلف عالم تقي فكأنما صلى خلف نبي))(3)، وحديث: ((علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل))(4)، إلى غير ذلك.
صفحة ٥٧