والخامسة: طبقة المقلدين القادرين على التمييز بين الأقوى والقوي، والضعيف وظاهر المذهب، وظاهر الروايات، والروايات النادرة، كشمس الأئمة محمد الكردري(1)، وجمال الدين الحصيري(2)، وحافظ الدين النسفي(3)، وغيرهم مثل أصحاب المتون من المتأخرين، كصاحب ((المختار))(4)، وصاحب ((الوقاية))، وصاحب ((المجمع))(5) ، وشأنهم أن لا ينقلوا في كتبهم الأقوال المردودة، والروايات الضعيفة، وهذه الطبقة أدنى طبقات المتفقهين، وأما الذين هم دون ذلك فإنهم كانوا ناقصين عامين يلزمهم تقليد علماء عصرهم وفقهاء دهرهم، ولا يحل لهم أن يفتوا إلا بطريق الحكاية، فيحكى ما يضبطه من أفواه العلماء، ويحفظه من أقوال الفقهاء، انتهي كلامه.
وذكر عمر بن عمر الأزهري(1) المصري في آخر كتاب ((الجواهر النفيسة شرح الدرة المنيفة في مذهب أبي حنيفة))، وعلى القاري(2) المكي في رسالته في ((ذم الروافض))، وغيرهما من محشي ((الدر المختار))(3) وغيرهم، نقلا عن ابن كمال باشا(4)، مؤلف ((الإصلاح والإيضاح))، وسيأتي إن شاء الله ذكره: إن الفقهاء على سبع طبقات، فذكر خمس طبقات نحو ما مر ذكره، وزاد:
صفحة ٣٠