لم يخالف الحديث المرفوع الصالح للحجية، وكان لا يشترط في قبول الحديث الشهرة فيما تعم به البلوى، ولا يرد خبر الآحاد لمخالفته للقياس أو لعمل الراوي بخلافه، كما أنه لا يقدم القياس على خبر الواحد على أن لا يخالف عمل أهل المدينة.
وقد قال بالاستحسان في مسائل كثيرة إلا أنه لم يتوسع في القول به توسع الحنفية.
امتحن الإمام مالك سنة: (147) ه، وضرب بالسياط، وانفكت ذراعه لأجل فتوى لم توافق غرض السلطان، وبقي مريضا إلى وفاته، فأقام في المدينة ولم يرحل منها، والناس يرحلون إليه إلى أن توفي سنة: (179) ه.
وله من الكتب «الموطأ» و«المدونة» و«تفسير غريب القرآن» و«الوعظ» و«المسائل» وغيرها.
ثالثا: الإمام الشافعي:
محمد بن إدريس القرشي الهاشمي المطلبي، يلتقي نسبه مع الرسول صلى الله عليه وسلم في جده عبد المناف ولد بغزة بفلسطين الشام عام 150ه، وهو عام وفاة أبي حنيفة وتوفي بمصر عام 204ه بعد موت أبيه بغزة وبعد سنتين من ميلاده حملته أمه إلى مكة موطن آبائه فنشأ فيها يتما وحفظ القرآن في صباه كان فصيحا في العربية وإماما فيها، تتلمذ في مكة على مفتيها مسام بن خالد الزنجي حتى أذن له بالإفتاء وهو ابن خمس عشرة سنة، ثم ارتحل إلى اليمن، فولي عملا فيها، ثم ارتحل إلى بغداد عام 183ه و195ه، فأخذ عن محمد بن الحسن وكانت له معه مناظرات، سر منها الرشيد.
كان مجتهدا مستقلا إماما في الفقه والحديث والأصول جمع فقه الحجازيين والعراقيين.
أصول مذهبه: القرآن والسنة ثم الإجماع، ثم القياس، ولم يأخذ بأقوال الصحابة، لأنها اجتهادات تحتمل الخطأ وترك العمل بالاستحسان الذي قال به الحنفية والمالكية.
صفحة ٣٠