ولد بالمدينة سنة ثلاث وتسعين، وأخذ العلم عن علمائها، وأول من لازم منهم: عبد الرحمن بن هرمز، كما أخذ العلم عن نافع مولى ابن عمر، وابن شهاب الزهري.
وكان شيخه في الفقه ربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي.
تسلم منصب التدريس في السابعة عشر من عمره، وقال عن نفسه: ما جلست للفتيا والحديث حتى شهد لي سبعون شيخا من أهل العلم أني مرضاة لذلك.
وقد أجمع أشياخه وأقرانه ومن بعدهم على أنه إمام في الحديث، موثوق بصدق روايته قال البخاري: أصح الأسانيد: مالك عن نافع عن ابن عمر، ثم: مالك عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، ثم: مالك: عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
امتاز الإمام مالك في الفقه والحديث حتى روى عنه ابن شهاب الزهري، وربيعة الرأي فقيه أهل المدينة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وموسى بن عقبة، وكلهم أشياخه.
وروى عنه من أقرانه: الثوري، والليث بن سعد، والأوزاعي، وابن عيينة، وأبو يوسف.
ومن أعيان تلاميذه: الإمام الشافعي، وابن المبارك، ومحمد بن الحسن الشيباني، وخلق كثير.
وممن أخذ عنه الفقه: عبد الرحمن بن القاسم، وعبد الله بن وهب، وأشهب، وعبد الله بن الحكم، وأسد بن الفرات، وعبد السلام بن حبيب المشهور بسحنون، وغيرهم.
بنى رحمه الله أصول مذهبه على الكتاب والسنة، واعتمد فيهما النص الظاهر والمفهوم والبينة، ثم على الإجماع، والقياس، وعمل أهل المدينة، وقول الصحابي، والاستحسان، وسد الذرائع، ومراعاة الخلاف، والاستصحاب، والمصالح المرسلة، وشرع من قبلنا.
مما تميزت به طريقته رحمه الله أن عمل أهل المدينة حجة عنده مقدمة على القياس، وعلى خبر الآحاد، وكذلك قول الصحابي إذا صح سنده.
صفحة ٢٩