79 ... وقال البخاري: هو الذي أقام بالمدينة لم يفارقها، والمديني الذي تحول عنها.
والمشهور أن النسبة إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم مدني مطلقا، وإلى غيرها من المدن مديني، للفرق لا لعلة أخرى.
وذكر المنجمون أن طول المدينة من جهة المغرب ستون درجة ونصف، وعرضها عشرون درجة، وهي من الأقاليم الحقيقة ومن إقليم الحجاز ومن الأقاليم العربية.
المرزوقة: هذا الإسم من أوضح الأسماء في حق هذا البلد المقدس وذلك لأن الرق لغة: الحظ وما انتفع به، ومنه قوله تعالى: (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) وخصصه العرف بتخصيص الشيء بالحيوان للانتفاع به وتمكينه منه.
وقالت المعتزلة: الحرام ليس برزق ولم يوافقهم على ذلك جماهير المسلمين، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة قرقرة (رزقك الله طيبا فاخترت ما حرم الله عليك من رزقه مكان ما أحل الله لك من حلاله)، لأنه لو لم يكن كذلك لكان المغذى بالحرام طول عمره غير مرزوق، وليس كذلك لقوله سبحانه وتعالى: (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها).
المشكورة: من قولهم: رزقه، إذا شكره، فالمدينة محدودة محفوظة بعناية الله تعالى في الأزل، لقوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه: (لا يخرج أحد من المدينة رغبة عنها إلا أبدلها خيرا منه).
المسكينة: هذا من الأسماء التي عدها النبي صلى الله عليه وسلم عن زيد ابن أسلم قال، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم (للمدينة أسماء) هي: المدينة، وطيبة، وطابة، ومسكينة، وجابرة، ومجبورة، وتندر، ويثرب، والدار.
والمسكين - بكسر الميم وفتحها - من لا شيء له، وقيل.
المسكين من اسكنه الفقر، وقيل: المسكين هو الضعيف، والجمع مساكين ومسكينون، وفي الحديث (اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين) والمراد بالمسكين: المستكين
...
صفحة ٧٩