74 ... الحصون من الأعداء، وأكثرها في الجبال، فسميت بذلك.
وقيل: أفرد الرشد تلك الأماكن وسماها بالعوصام، لأن المسلمين كانوا يعتصمون بها فتعصمهم وتمنعهم من العدو إذا انصرفوا من غزوهم وخرجوا من الثغور، فسميت المدينة أيضا عاصمة بهذا المعنى، ويحتمل أن تكون عاصمة بمعنى معصومة: كعيشة راضية بمعنى مرضية، وماء دافق يعني مدفوق، فسميت عاصمة لأن الله تعالى عصمها بموسى وداود صلى الله عليهما وسلم وبجيوشهما التي وجهاها إليها وحماها وصانها بهم عن الكفار والجبارين كما أسلفناه في الباب الثاني من تاريخ المدينة، أو لأنها معصومة محفوظة بالحرمة التي شرفها الله بها بدعون محمد صلى الله عليه وسلم: فلا يعضد شجرها، ولا يخلى خلالها، ولا يقطع كرها، ولا يصاد صيدها، بل يسلب صائدها.
العذراء: هي في اللغة: الرملة التي لم توطأ، سميت البكر بها أيضا لأنها لم توطأ أيضا، بمعنى أنه لم يطأها العدو القاهر في أول الزمان، وأنها لم تبرح محفوظة مصونة من العتاة المتمردين والجبابرة المفسدين.
وهذا الإسم لها من الأسماء المذكورة في الكتب السماوية كما روينا عن إبراهيم بن أبي يحيى أنه قال للمدينة في التوراة أحد عشر اسما: المدينة، والمحبة، والمحبوبة، وطيبة، وطابة، والمسكينة، وجابرة، والمجبورة، والمرحومة، والعذراء، والقاصمة.
العروض: مثل صبور، المدينة، وقيل: المدينة وما حولها عروض، وقيل: مكة واليمن عروض.
وقال يحيى: ما كان خلاف العراق فهو عروض، والعروض في كلام العرب: الناقة التي لم تروض، والعروض: الناحية، والعروضك طريق في عرض الجبل، والعروض من الكلام: فحواه ومضمونه، العروض: الكبير من الشيء، والعروض: السحاب، والعروض: الطعام، والعروض: المكان الذي يعارضك في السير، والعروض: ميزان الشعر، والعروض: أيضا: الجزء الذي في آخر النصف الأول من البيت. قال ابن
...
صفحة ٧٤