67 ... محتجين بقوله تعالى (لنبوئنهم في الدنيا حسنة) قال المفسرون: معناها مباءة حسنة، وهي المدينة، وقيل تبوءة حسنة، وهي في المدينة، وقيل حسنة: للمدينة؛ وعلى هذا كان يجب منعه من الصرف، كما هو في (حسنة) اسم قرية من قرى اصطخر، ينسب اليها الحسن بن المكرم الاصطخري الحسنى، أحد مشاهير المحدثين، والحسنة لغة: ضد السيئة والحسنة أيضا.
تأنيث الحسن، من حسن الرجل يحسن؛ ككرم يكرم، وحسن يحسن، كنصر ينصر فهو حاسن وحسن وحسين وحسان، وهي حسنا وحسنة وحسانه.
وإنما سميت المدينة حسنة لأن الحسن يكون صوريا ويكون معنويا؛ والصوري عبارة عن الجمال الظاهر المحسوس بحسن الناظرة، وذلك في المدن.
وحسن الامصار إنما يكون بارتفاع مبانيها واتساع مغانيها وكثرة منفرجاتها بالبساتين وأرفاقها بالفواكه والرياحين وماشاكل ذلك من الجمال الباهر والحسن الظاهر وماشاكل ذلك من الخيرات الأخرويات، والمدينة بحمد الله قد اجمعت أكثر من هذه المحامد والميامن، وحوت غالب هذه المفاخر والمحاسن فيما حكاه أرباب التواريخ من العناية الربانية في كل الأوقات الزمانية.
الخير، والخيرة: بفتح الحاء وكسر المثناة التحتية المشدد ورائها: اكثرهم الخير، ويجوز تخفيف يائها، قال أهل اللغة: الخير والخيرة بسكون الياء فيهما والخيرة والخير بتشديد الياء فيها بمعنى، وهو الكثير الخير، والخيرة بالتخفيف تستعمل في الجمال والملبس، والخير والخيرة بالتشديد مستعمل في الدين والصلاح، وهو خير منك.
وإذا استعملت في الفضل قلت فلان خيرة الناس بالهاء وفلانة خير الناس بلا هاء سميت بها لقوله صلى الله عليه وسلم: (والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون).
...
صفحة ٦٧