65 ... انكسارها ويسربه اعتسارها، وجبرها الله سبحانه لما بكت وشكت إلى مولاها وتضرعت فأجابها الله وأسكن خير الخلق بها وجعل مدفته فيها، فزال شكواها لما ضمت تربتها جسده الشريف ووجهه الكريم فافتخرت على جميع الآفاق والأقطار شرقا وغربا بهذا اسليد الكريم، فهي نغبوطة إلى ابد الآبدين.
الحبيبة والمحبة والمحببة والمحبوبة: هذه الأسماء الأربعة من واد واحد، والحب واحد، والحب والحباب بضمهما والحب والحباب بكسرهما والمحبة والودادة، يقال: أحبه فهو محبوب، على غير قياس، ومحب، على القياس، لكنه شاذ.
سميت بهذه الأسماء لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رويناه عن البخاري ومسلم في صحيحهما والامام مالك في موطئه عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم وعك (1) أبو بكر وبلال فدخلت عليهما، فقلت يا أبت: كيف تجدك؟ قالت فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول: كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله وكان بلاك يقول.
أيا ليتشعري! هل أبيتن ليلة بواد وحولي اذخر وجليل وهل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل؟! قالت عائشة رضي الله عنها: فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: اللهم حبب الينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا وصححها لنا وانقل حماها إلى الجحفة قال مالك: وكان عامر بن فهيرة يقول: كل أمرئ مقاتل بطوقه قد ذقت طعم الموت قبل ذوقه ...
صفحة ٦٥